صورة قاتمة رسمتها أطر تربوية، حول الدخول المدرسي لسنة 2017-2018، بعد حديثها عن أن هذا الأخير لم يحقق حتى 10 في المائة مما كان منتظرا، في ظل تغييب الجمعيات الممثلة للتربوين في المشاورات، وعدم وفاء الوزارة بوعودها في ما يخص التجهيزات. في المقابل ترى الوزارة أن "الدخول المدرسي كان متميزاً، بتوفير جميع شروط الإنطلاقة النموذجية".
قال محمد القدسي، رئيس الجمعية الوطنية لمدراء الثانويات العمومية، إن "الدخول المدرسي الحالي لم يحقق حتى 10 في المائة، مما كان يرجى منه، وذلك يعود بالأساس إلى الحركة الإنتقالية التي تغيرت أزيد من 6 مرات خلال الموسم الحالي، ما جعل العديد من الأساتذة والمدارس متخبطين في بداية الموسم، إلى درجة أن هناك مؤسسات باستطاعتها احتضان الكثير من التلاميذ، لكنها فضلت تكديسهم في أقسام قليلة، نظرا لغياب الأساتذة، وضعف التجهيزات".
واعتبر القدسي، أن "شعار الجودة الذي حمله حصاد معه إلى الوزارة، فارغ من أي معنى، إذ لا يمكن اعتبار المجيء بخطوة التعليم بالتعاقد، إلا توجها من أجل قتل التعليم، باعتماد خريج جامعة لم يتلقى أي تكوين أوتدريب، ويسمح له بمباشرة المهنة". وجاء حديثه خلال، ندوة نظمتها جمعيات مديري الثانويات العمومية، ومديري التعليم الابتدائي، والجمعية الوطنية للحراس العامين بالمغرب، صباح اليوم بالدار البيضاء
القدسي، واصل انتقاده لوضعية المنظومة التربوية، وأورد أن "المدارس الحالية بدون تجهيزات ولا إنترنت، ولا يمكن أن تأتي بالجديد، خصوصا وأن المدراء هم من أصبحوا ينفقون من مالهم الخاص من أجل تزويد المدارس بالانترنت، وتكافئهم الدولة بإعفاءات مزاجية، وبمسكن غير مؤهل".
من جهته، قال رئيس الجمعية الوطنية لمدراء الثانويات العمومية بالمغرب، عبد الرحيم النملي، في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، إن "الدخول المدرسي لهذه السنة لم يكن ناجحا، فالعديد من المؤسسات التعليمية لم تتوصل بالتجهيزات التي وعدت بها الوزارة إلى حدود الساعة، فضلا عن عدم توصل التلاميذ بالمحافظ والكتب المندرجة في إطار "مبادرة المليون محفظة"، حتى مطلع شهر أكتوبر، ما جعل المؤسسات التعليمية في حالة يرثى لها".
في المقابل، كانت وزارة التربية الوطنية، قد أوضحت في بلاغ سابق، أن الدخول المدرسي لهذه السنة تميز بتوفير جميع شروط الإنطلاقة النموذجية، من خلال عمل الوزارة على تحسين النموذج البيداغوجي المعتمد، وتطوير وتنويع العرض المدرسي، والعمل على ألا يتجاوز عدد التلاميذ 25 في القسم في التعليم الابتدائي، و34 تلميذ في التعليم الثانوي، وتم تأهيل 9917 مؤسسة تعليمية في مختلف جهات المغرب.
وفي السياق ذاته، راسلت الجمعيات الثلاث، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، حول ما أسمته "موجة الإعفاءات المجانية التي باشرها وزير التربية الوطنية السابق محمد حصاد"، و"أسباب توقيف الحوار والاستشارة مع الجمعيات الثلاث والذي كان مفتوحا بشكل عادي في عهد الوزراء السابقين، إضافة إلى عدم إصدار إطار خاص بهيئة الإدارة التربوية، كما تم الاتفاق في وقت سابق".
وأضافت الرسالة التي يتوفر "تيل كيل عربي"، على نسخة منها، أن "هذا الاستبعاد من التشاور مع الوزارة منذ 4 سنوات، أضعف من أوراش الإصلاح في مختلف المحطات التربوية، بعد أن تمكنت الجمعيات طيلة فترة استوزار محمد الوفا، من تقديم مقترحات عملية للنهوض بقطاع التربية والارتقاء بأداء هيئة الإدارة التربوية بالمؤسسات التعليمية".