أيدت محكمة الاستئناف الخاصة بقضايا الإرهاب بسلا، اليوم الأربعاء، الحكم الابتدائي في حق المرتضى اعمراشن بالسجن خمس سنوات، بعد متابعته بتهم تتعلق بالتحريض على الإرهاب.
وقد خلف تأييد الحكم الابتدائي صدمة في صفوف المتعاطفين مع اعمراشن الذين حضروا للمحاكمة.
وتميزت جلسة اليوم بتعقيب دفاع المتهم على ما ورد في تعقيب النيابة العامة في جلسة 31 أكتوبر.
واعتبر دفاع اعمراشن أن ممثل النيابة العامة لم يدحض الدفوعات التي أثارها الدفاع، وفضل التحريض ضد المتهم من خلال اتهامه بوصف أحداث 16 فبراير بالمفبركة، وهو ما لم يرد في محضر المتابعة، وقرار قاضي التحقيق.
واتهم دفاع اعمراشن ممثل النيابة العامة بتخوينه، وتخوين موكله بقوله: "اللي تيدافع على من يمس الوطن موته أحسن من حياته"، إلا أن رئيس الجلسة أكد أنه لم يسمع هذه العبارة خلال الجلسة السابقة.
من جهته، نفى ممثل النيابة أن يكون قد تلفظ بعبارة "موتو حسن من حياتو" في حق الدفاع، لكنه استدرك بالقول أن "كل من يمس الوطن يستحق القتل".
من جهته، جدد المرتضى اعمراشن في كلمته الأخيرة قبل النطق بالحكم تأكيده على براءته من الأفعال المنسوبة له.
وقال اعمراشن مخاطبا القاضي"لا علاقة لي بالفكر السلفي الجهادي، بل إنني كرست حياتي لمحاربته".
وتابع "أنا بريء، وإذا حكمتم ببرائتي وأطلقتم سراحي سأواصل مهمتي في محاربة الفكر الارهابي، لكن إذا حكمتم بالإدانة فسيكون ذلك حجر عثرة في طريقي"، قبل أن يتدارك بقوله:"أحترم السلطة القضائية مهما كان الحكم".
واعتبر اعمراشن أنه "من القلائل الذين يواجهون فكر الإرهاب والتطرف من خلال كتاباته، وانشطته في عدد من المحاضرات والمنتديات"، وقال انه "كان يقوم بذلك لوجه الله، وفي سبيل الوطن، دون أن يتلقى مقابلا من أحد"، مبرزا أنه "شخصيا تلقى تهديدات بالتصفية الجسدية من أشخاص متطرفين، فكيف يكون إرهابيا"؟.
وبعد نهاية كلمته، قرر القاضي حجز الملف للمداولة والنطق بالحكم مساء اليوم.
وكانت منظمة"هيومان رايتس ووتش" قد طالبت باطلاق سراح إعمراشن، معتبرة أن اعتقاله جاء بسبب نشاطه في احتجاجات حراك الريف. وتقول المنظمة إن محضر الشرطة القضائية ركز على تدوينتين لإعمراشن على "فيسبوك". في الأولى، نشر خبر اغتيال سفير روسيا في تركيا في 19 دجنبر 2016 من قبل شرطي تركي يُعتقد أنه قام بهذا الفعل باسم تنظيم "الدولة الإسلامية" (المعروف بـ"داعش").
وتضيف المنظمة أن "تدوينة إعمراشن على فيسبوك لم تكن تعليقا على الخبر بل فقط إخبارا، مثلما فعلت العديد من وسائل الإعلام، بأن "القاتل صرخ: ’نحن نموت في حلب، وأنتم تموتون هنا‘"، لكنه أضاف في وقت لاحق من ذلك اليوم أن "قتل السفير الروسي جريمة إرهابية والقاتل مُجرم... مهما كانت دوافعه".
وتشير المنظمة الحقوقية أنه يوم 9 يونيو 2017، كتب إعمراشن عن قوله لأحد الصحفيين إن زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري، الذي زاره في تورا بورا بأفغانستان، أمره بإدخال أسلحة إلى الريف، لكنه قال أمام المحكمة إن التدوينة كانت ساخرة بشكل واضح، لأنه لم يسبق له أن زار أفغانستان. وكان اعمراشن قد نفى خلال جلسات محاكمته جميع التهم الموجهة له، معتبرا أن اعتقاله جاء بسبب نشاطه في "حراك الريف".