وقع اختيار الجمعية العامة للأمم المتحدة على المغرب، لاحتضان أشغال المؤتمر الدولي للهجرة، والذي سوف ينعقد يومي 10 و11 دجنبر عام 2018، وسيتم خلاله إقرار "ميثاق عالمي من أجل هجرات آمنة، منظمة ومنتظمة"، وسوف يصادف المؤتمر احتفال المجتمع الدولي بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وسيستكمل هذا المؤتمر أشغال المنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية، الذي يتولى المغرب وألمانيا رئاسته المشتركة، والذي ستنعقد قمته الـ11 في مراكش في الفترة من 5 إلى 7 دجنبر، أي عشية انعقاد هذا المؤتمر. كما يندرج في سياق المشاورات التي أطلقتها الأمم المتحدة منذ شتنبر 2016 عقب إقرار "إعلان نيويورك حول الهجرة".
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يمول سياسة الهجرة بالمغرب بـ39 مليار سنتيم
ويأتي اختيار المغرب لاحتضان هذا المؤتمر الدولي رفيع المستوى، بعد تراجع كل من قطر وإيطاليا عن تقديم ترشيحيهما، كذا بالنظر إلى الدور الذي أصبح يلعبه المغرب تجاه قضايا الهجرة، وتحدياتها الإقليمية والدولية، وما يرافقها من انشغالات أمنية وتنموية، تطرحها الهجرة في سياق السعي لتحقيق "أهداف التنمية المستدامة 2030-2015".
وسيكون هذا المؤتمر الدولي، أكبر حدث حول قضية الهجرة. ويتعلق الأمر بأول مؤتمر أممي يعالج هذه القضية. وسيمثل الميثاق الذي سيتم اعتماده خلال هذا المؤتمر أول وثيقة أممية بشأن قضية الهجرة في شموليتها.
وكانت أهم محاور تدخل الملك محمد السادس، خلال مشاركته في قمة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، تهم قضية الهجرة، وعرض الملك خلال هذه القمة خطته لمواجهة تحديات الهجرة ومعالجة أوضاع المهاجرين خاصة في ليبيا.
ووجه الملك محمد السادس، خلال القمة ذاتها، رسالة، حملت انتقادات لاذعة بخصوص سياسات الهجرة المتبعة، وخاصة ما يهم الجانب الأوروبي، وقال بهذا الصدد: " إننا نستطيع التحرك والمبادرة. غير أنه ليس بإمكاننا أن نقوم بكل شيء، بل أكثر من ذلك لا يمكننا أن نحقق ذلك بمفردنا. لذا، ينبغي العمل على تطوير السياسة الأوروبية في هذا المجال".
اقرأ أيضاً: الملك يطرح خطته لمواجهة تحدي الهجرة وأوضاع المهاجرين بليبيا
للإشارة، شكلت قضية الهجرة أولوية خلال العام 2017، خاصة بدول شمال أفريقيا، والتي عرفت خلال هذا العام توافد عدد كبير من الراغبين في الوصول إلى أروربا من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وشكلت ليبيا نقطة الانطلاق الرئيسية لهؤلاء، قبل تضييق الخناق عليهم منذ شهر يوليوز الماضي، بعد اتفاق بين السلطات الإيطالية وحكومة الوفاق في طرابلس. اتفاق جعل الآلاف من المهاجرين محتجزين داخل مراكز متفرقة في البلاد، بل قاد عدد منهم لسوق مافيات الاتجار بالبشر.
يذكر أن غالبية المهاجرين إلى أوروبا ينطلقون من ليبيا عبر البحر المتوسط. وبلغ عدد المهاجرين الوافدين إلى إيطاليا منذ مطلع هذا العام أكثر من 95 ألف مهاجر. بحسب تقارير استندت إلى مذكرة لدبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي، نشرت شهر غشت الماضي.
اقرأ أيضاً: للمغاربة الراغبين في الهجرة السرية.. هذا هو المصير الذي ينتظركم - فيديو
وجدير بالذكر، أن عدد المهاجرين الذي قضوا غرقاً خلال عبورهم للبحر الأبيض المتوسط، بلغ منذ مطلع العام الجاري 3000 مهاجر حسب ما أعلنته المنظمة الدولية للهجرة شهر نونبر الماضي، على لسان المتحدث باسمها جويل ميليان، خلال لقاء صحافي بجنيف. لكن يظل هذا الرقم أقل من ما سجل خلال العام 2016، إذ تحدثت المنظمة عن بلوغ رقم قياسي لعدد المهاجرين الذي غرقوا في البحر، وبلغ إجمالي عدد الوفيات 5238 شخصاً، قضى 3930 منهم في محاولة عبور البحر الأبيض المتوسط.