في لقاء ينظم اليوم الجمعة، جمع خبراء دوليين ومغاربة حول "مرحلة ما بعد داعش"، قال متحدث باسم المكتب المركزي للابحاث القضائية (البسيج)، إن المنطقة المغاربية، بما فيها المغرب يشكل بديلا جغرافيا جديدا للتنظيمات الإرهابية، لمرحلة ما بعد سقوط داعش، مضيفا أن أعدادا كبيرة ضمن هذه التنظيمات تنشط حاليا مع جبهة البوليساريو جنوب المغرب.
خلال مؤتمر تنظمه مؤسسة مؤمنون بلا حدود، على امتداد يومين (6-7 أبريل الجاري) بمراكش، حول "ما بعد داعش: التحديات المستقبلية في مواجهة التطرف والتطرف العنيف"، قال حبوب الشرقاوي الذي تكلم باسم عبد الحق الخيام مدير "البسيج" الذي تعذر عليه الحضور، إن اندحار التنظيم الارهابي المسمى "الدولة الاسلامية" بعد الهزائم المتتالية في سوريا والعراق، "أدى بقيادات هذا التنظيم الإرهابي إلى التفكير في نقل مركز إدارتها للارهاب العالمي بليبيا وإلى مناطق جديدة".
وأضاف الشرقاوي، العميد المسؤول عن الوحدة المتخصصة في القضايا الإرهابية داخل البسيج، في ندوة حضرها متخصصون ومسؤولون أمنيون من فرنسا وأمريكا وغرناطة، إن بداية سقوط داعش "هو ما يفسر وبشكل كبير الاستراتيجية التوسعية لهذا التنظيم الذي يسعى إلى جعل ليبيا نقطة ارتكاز". هذه المنطقة أضحت، بحسب المتحدث ذاته، "مركز استقطاب للجهاديين المنحدرين من المنطقة المغاربية الراغبين في الالتحاق بفرع التنظيم، وهو ما يشكل تهديدا صريحا للمغرب والمنطقة المتوسطية عموما".
في هذا الصدد أضاف العميد، أن "التقاطع بين الجريمة المنظمة والهجرة السرية مع الجريمة الارهابية، كان من أبرز عوامله انتشار السلاح بشكل عشوائي بمناطق شاسعة بالصحراء غير خاضعة للرقابة تنشط فيها بكثرة عناصر ما يسمى البوليساريو"؛ حيث بينت الاحصائيات، يضيف العميد باسم البسيج، أن "ما يزيد عن 100 انفصالي ينشطون في صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، والجماعات الارهابية المتواجدة بهذه المنطقة".
ولمواجهة هذا الخطر المحدق بالمغرب، قال الشرقاوي إن البسيج تمكن من تحقيق حصيلة إيجابية في ميدان مكافحة الجريمة الارهابية، حيث تم تفكيك 53 خلية إرهابية منذ تأسيس المكتب المركزي للابحاث القضائية في سنة 2015، 48 من الخلايا على صلة بتنظيم داعش.
العميد المطلع على قضايا الإرهاب بالعالم، بشر بقرب نهاية داعش في سوريا والعراق، لكنه في الآن ذاته، نبه الى مرحلة ما بعد داعش، وقال إن أوربا والولايات المتحدة الامريكية تنتظرها مرحلة صعبة في السنوات المقبلة، وذلك "من خلال إنشاء قواعد خلفية جديدة ستكون مركزا لتوجيه ضربات في مختلف بقاع العالم، اعتمادا على الأساليب الإرهابية المستجدة المعروفة بالذئاب المنفردة".
المتحدث شدد كذلك على أن انهيار داعش يشكل تهديدا للمغرب، وقال مكررا كلامه ثلاث مرات، إن المغرب يبرز كبديل جغرافي لمرحلة ما بعد داعش، حيث لن يجد المقاتلون المتدربون على أحدث تقنيات الحرب، أفضل من العودة إلى بلدانهم الأصلية او الالتحاق بمعسكرات جديدة"، يقول حبوب الشرقاوي.