أثار شريط "فيديو" لتلميذ بمدرسة ابن خلدون، في نيابة إنزكان أيت ملول، وهو يغسل سيارة أستاذ خلال وقت الدراسة، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، غضب المتتبعين، كما أثار غضب المسؤولين داخل قطاع التربية والتكوين الذين باشروا التحقيق في النازلة. "تيلكيل – عربي" ينفرد بنشر خلاصات أولية للتحقيق.
البحث الإداري في الواقعة، قامت به لجنة إقليمية، أوفدتها المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية في إنزكان أيت ملول، إلى مدرسة ابن خلدون، الموجودة في حي شعبي يدعى تراست (إنزكان)، وتكونت من رئيس مصلحة الخريطة المدرسية، ورئيس مصلحة الشؤون القانونية والشراكة والتواصل، ورئيسة مصلحة الشؤون التربوية، من أجل البحث والتقصي في ملابسات "الفيديو" وحقيقته.
المعطيات التي توصل موقع "تيلكيل عربي"، من مصادر مقربة من اللجنة، تفيد أن الواقعة صحيحة، وتم تصويرها من قبل جيران المؤسسة يوم الثلاثاء 19 دجنبر الجاري، خلال فترة استراحة ما بعد الزوال، حينها طلب أستاذ المستوى الأول، من تلميذ المستوى السادس، الذي يدرس لدى أستاذ آخر، أن يغسل سيارة زميله، وهو ما باشره التلميذ، واستمر في غسل وتنظيف سيارة الأستاذ المعني دقائق بعد نهاية فترة الاستراحة.
مصدر مأذون، أوضح لموقع "تلكيل عربي"، أن لجنة البحث والتقصي استمعت لمدرس التلميذ الذي كان يغسل سيارة أستاذ آخر بالمدرسة، كما استمعت لأستاذ ثالث مداوم في حراسة الحصة المسائية، ليقر بواقعة غسل سيارة الأستاذ المتضمنة في "الفيديو"، فيما تعذر على اللجنة الاستماع للأستاذة الرابعة لكونها خلال يوم الحراسة كانت في رخصة إدارية.
وعن الإجراءات التي قامت بها المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، قال المصدر ذاته "إنه سيتم استفسار الأساتذة الأربعة حول الواقعة، أستاذ التلميذ، والأستاذ مالك السيارة، وأستاذ الحراسة، ومدير المؤسسة، وعلى ضوء توضيحاتهم ستصدر المديرية قرارها الإداري بناء على مستنتجات القضية، ووفقا لاختصاصات المديرية في تدبيرها للموارد البشرية".
وروى المصدر ذاته أن "الفيديو الذي تم تصويره من قبل أحد جيران المؤسسة في دقيقة و 50 ثانية، ونشر على "اليوتوب"، نشر فيه المقطع الذي يظهر فيه تلميذ المستوى السادس وقد أنهى مهمة غسل سيارة أستاذ المستوى الأول وساحة المدرسة فارغة من التلاميذ، من أجل إيهام الرأي العام على أن العملية برمتها تمت خلال وقت الدراسة، وهو ما لايعكس الحقيقة"، يشرح مصدر موقع "تيلكيل عربي".
الواقعة أثارت ردود أفعال متباينة من قبل مرتادي "فيسبوك"، وتنوعت مواقفهم، بين من كتب "إجرام من نوع آخر" كما علق سعيد ليمام، وآخر علق بعبارة "مذكرة تمنع إدخال السيارات للمؤسسة التعليمية" كما كتب يوسف محريش.
وبالنسبة إلى مصدر تحدث إلى "تيلكيل عربي"، تنطوي القضية وخلفياتها على كثير من الفراغات، أبرزها تساؤلات من قبيل "من أذن للأستاذ بإدخال سيارته إلى المؤسسة؟ ومن سمح للتلميذ بغسل سيارة الأستاذ؟ ولماذا كانت سيارة الأستاذ تغسل خلال فترة الاستراحة وبعدها ولم يتدخل المكلف بالحراسة لتوقيف التلميذ عن هذا السلوك المشين، خاصة وأنه أقر بأنه كان ينظر للتلميذ وسيارة الأستاذ تغسل في الساحة؟
بلاغ للمديرية الإقليمية لإنزكان أيت ملول، توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منه، أكد أنه "سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لفي حق من تبث في حقه ارتكاب أي مخالفة تمس السير العادي للمؤسسات التعليمية، خاصة ما يتعلق بحماية الزمن المدرسي للتلاميذ وحقوقهم في التعلم، واحترام حرمة الفضاءات التربوية انسجاما مع التشريعات القانونية الجاري بها العمل".