عاد أحمد الريسوني، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح للحديث عن الجدل الدائر في صفوف حزب العدالة والتنمية حول الولاية الثالثة لبنكيران، خاصة بعد تدوينة مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، وعضو الأمانة العامة للحزب، التي وجه فيها انتقادات لاذعة لعبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، واتهمه بالانتصار لنفسه، مقابل تبخيس جهود باقي القيادات فيما حققه الحزب من نتائج انتخابية.
الريسوني، اختار التعليق على ما يعرفه حزب العدالة والتنمية من تراشق بين أنصار الولاية الثالثة لبنكيران، ومعارضيها، وصل حد تخوين بعض قيادات الأمانة العامة، واتهامهم بالانقلاب على بنكيران أثناء تشكيل حكومة سعد الدين العثماني.
واعتبر الريسوني في مقال نشره موقع "العمق المغربي" أن الاضطراب والاختلال في صفوف العدالة والتنمية يرجع إلى أواخر سنة 2011، حيث بدأ الحزب "يحصد ويجني ما زرعه هو، وما زرعه غيره، وما نبت من غير أن يزرعه أحد"، على حد تعبيره، في إشارة إلى تصدر العدالة والتنمية لأول انتخابات تشريعية بعد 2011، معلقا على ذلك بقوله:"هكذا حال الدنيا: إذا أقبلَتْ عليك منحتك ما تستحقه وما لا تستحقه، وإذا أدبرَتْ عنك سلبتك ما تستحقه وما لا تستحقه" . وأضاف "بعد ذلك بدأت تفشو في الحزب لغة الانتصارات ونفسية الأقوياء المنتصرين. وبدأ الغرور يحل محل التواضع، وبدأ الدفع بالتي هي أخشن يحل محل الدفع بالتي هي أحسن"، معتبرا أن مدرج البرلمان كان شاهدا على هذا وعلى أكثر منه، من الرداءة والفظاظة في الخطاب والسجال"، في إشارة واضحة إلى الجلسة الشهرية لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، والتي لم تكن تخلو من مواجهة بينه وبين خصومه.
واعتبر الريسوني أن "التجمعات الانتخابية، وحتى اللقاءات الحزبية الداخلية أصبحت ميدانا للمبارزة والطعان والسخرية والفرجة والضحك"، مشيرا إلى أن غياب عبد الله باها بعد وفاته أواخر 2014 كان له أثر واضح في نمو هذا الاتجاه، وقد ترك غيابه ثغرة لم تسد حتى الآن"، بحسب الريسوني .
وزاد الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح منتقدا ما اعتبره رداءة أخلاقية في خطاب العدالة والتنمية أنه "لما تم التغاضي والسكوت (في الأمانة العامة وغيرها) على ظاهرة الرداءة الأخلاقية والتعبيرات العدائية، في معاملة الخصوم ومواجهتهم، لِـما يجلبه ذلك من إعجاب وشعبية، تطور هذا المسلك وبدأ يشيع ويترسخ داخل الحزب وبين أعضائه الكبار والصغار. فلم يعد أسلوبا قاصرا على مواجهة المناوئين فحسب، بل أصبح يستعمل للداخل والخارج معا" .
وخلص الريسوني إلى أن ما وصفه بمنحى الرداءة الأخلاقية بلغ ذروته حين بدأت سهام الاتهام والتشويه والشيطنة توجَّه إلى صدور الرواد المؤسسين، الذين حملوا أعباء العمل الإسلامي والنضال السياسي، منذ أن كانوا تلاميذ في الإعداديات والثانويات، وهو ما جعل أصحاب هذه السهام مطبقين فعليا للمثل للمغربي: “اللي حرث الجمل دكُّو"، في إشارة إلى اتهام عدد من أعضاء الأمانة العامة بالانقلاب على بنكيران وتخوينهم أمثال الرميد ويتيم.