في تقديمه لكتاب "مسار الثقة" الذي يقدم تصور حزب التجمع الوطني للأحرار بشأن النموذج التنموي المغربي، اعتبر عزيز أخنوش، رئيس الحزب أن تأسيس حزبه على يد أحمد عصمان صهر الملك الراحل الحسن الثاني جاء ردا على الإقصاء الذي مارسته بعض الأحزاب التقليدية، في إشارة إلى أحزاب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية.
وقال عزيز أخنوش في تقديم الكتاب "إن من لا يعرف جذوره لا يمكنه معرفة مساره، فمن خلال توجيه النداء للمغاربة كي يبنوا "مسار الثقة" يستحضر الأحرار بدايات تأسيسهم منذ أربعين سنة.
وأضاف "لقد عرف المجتمع المغربي، غداة المسيرة الخضراء، تحولات عميقة تمثلت في ظهور طبقة اجتماعية وسطى، كانت تطمح إلى إعادة تأسيس الخطاب المدني والسياسي، أملا في إعطاء المواطن الغربي الثقة من جديد، بعد أن خيب أماله سلوك الاقصاء الذي مارسته بعض الأحزاب السياسية التقليدية"، مضيفا أن هذا الجيل كان راغبا في وضع حد لنظام الامتيازات السائد واستبداله بنظام أكثر عدالة، وقطع الصلة بالنموذج التنموي البعيد كل البعد عن الواقع الاجتماعي".
وتابع أخنوش "إن هذا هو السياق الذي أصبح فيه الأحرار من أوائل الحركات السياسية في المغرب إبان الانتخابات التشريعية بحصولهم على 144 مقعدا من أصل 267 المتنافس عليها، أي الأغلبية المطلقة"، في إشارة إلى انتخابات 1976، معتبرا أن الأحرار استطاعوا خلق مجموعة موحدة لتنسيق جهودهم وخدمة الصالح العام على أحسن وجه.
وشدد أخنوش على أن الأحرار يأملون أن يفتحوا من جديد أبوابهم لكل المغاربة الذين يريدون استشراف المستقبل، معلنا عن رغبته في بناء إطار ديمقراطي منفتح، يحترم توجهات كل شخص.
موقع "تيلكيل عربي" نقل ما صدر عن أخنوش في كتاب "مسار الثقة" بشأن أحزاب الحركة الوطنية لنبيلة منيب الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد فكان ردها "لا حول ولا قوة إلا بالله، إذا لم تستحيي فاصنع ما شئت".
واعتبرت منيب أن ما جاء على لسان أخنوش قلب للحقائق التاريخية التي يعرفها كل المغاربة، مضيفة أن حزب التجمع الوطني للأحرار ولد من رحم السلطة لعرقلة المسار الديمقراطي ومواجهة الأحزاب الوطنية التي ناضلت من أجل الاستقلال.
واستغربت منيب حديث أخنوش عن إنجازات الأحرار وحصولهم في انتخابات 1976 على الأغلبية المطلقة بمجلس النواب، وقالت "الطريقة التي حصلوا بها على هذه المقاعد لا تخفى على أحد، لقد حصلوا عليها بالتزوير، وإلا كيف يمكن أن يتعرف عليهم المغاربة وينالوا ثقتهم في ظرف وجيز وقياسي"؟، مضيفة أن هدف خلق الأحرار كان هو محاصرة القوى الوطنية، خاصة اليسارية منها، وعرقلة المسار الديمقراطي.
من جهته، استغرب عبد الرحيم العلام، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش ما صدر عن أخنوش من تصريحات، وقال "إن تاريخ السياسة في المغرب معروف، ولا يمكن أن نزور التاريخ والذاكرة، فالأحرار حزب خلقته السلطة لأهداف معروفة، وهي قتل السياسة، وعرقلة الإصلاح الديمقراطي في المغرب".
وتابع "من المهم أن أخنوش تحدث عن جذور حزبه، فهذه فرصة ليعرف المغاربة تاريخ هذا الحزب، الذي لم يخلق سوى لخدمة السلطوية في المغرب"، معتبرا أن حزب التجمع الوطني للأحرار كان دوما أداة للعرقلة.