المغرب يوظف الطاقة النووية في الصحة والصناعة والفلاحة

المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية (تـ: تنويني)
أحمد مدياني

المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية مؤسسة عمومية ذات طابع علمي وتقني وتجاري، يعمل تحت وصاية وزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، ويركز نشاطه في مجالات هي: تنمية البحث العلمي في المجال النووي، وتطوير التطبيقات النووية في القطاعات السوسيو-اقتصادية، وتوفير الدعم التقني للدولة في مجال الأمن والسلامة الإشعاعية النووية، وكذا المساهمة في تحضير الأسس التكنولوجية الضرورية لاعتماد خيار الطاقة الكهرونووية.

المدير العام للمركز خالد المديوري قدم، اليوم الثلاثاء، خلال زيارة صحافية للمركز الذي يوجد في غابة المعمورة نواحي الرباط، مجموعة من المعطيات التفصيلية حول مهامه، وكيف يقدم مجموعة من الخدمات العملية والتقنية لقطاعات الصحة والزراعة والصناعة والطاقة والبيئة والموارد الطبيعية والماء والمناخ وتدبير النفايات الإشعاعية والأمن والسلامة النووية.

وقال وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة عزيز الرباح إن أبرز ما جاد به المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية خلال العام 2019، هو التوجه لتأمين حاجيات المغرب من مادة "اليود" التي تستخدم في مجال الصحة، وكان المغرب يؤمن حاجياته منها باستراد ما نسبته 60 في المائة.

الوزير الرباح إلى جانب مدير المركز المديوري

الصحة

في مجال الصحة، وحسب المعطيات التي قدمها المدير العام للمركز، يساهم الأخير في في تطوير وتوسيع استخدام المواد الصيدلانية المشعة في الطب النووي.

كما شرع في تسويق مادة "اليود" المنتجة محليا بمختبرات المركز، بعد الحصول على رخصة التسويق المرتقبة في غضون الشهور المقبلة.

ويعمل المركز أيضاً، على تطوير استعمال التقنيات النظائرية في ميدان التغذية، وتطوير برامج للبحث العلمي للمساهمة في مكافحة السرطان.

البيئة والموارد الطبيعية

في هذا المجال، يعمل المركز على استعمال التقنيات النووية والنظائرية للمساهمة في التدبير المستدام والمتكامل للموارد المائية والتربة وحماية البيئة.

كما يساهم في التدبير المستدام للموارد الطبيعية في ميدان الفلاحة، عبر دراسة تآكل التربة ورصد تحركات الأسمدة والاستخدام الفعال لمياه السقي، فضلاً عن المساهمة في البرامج الوطنية المعتمدة لحماية البيئة من خلال تقييم الملوثات المشعة والكيميائية والبيولوجية في المجال البري والمحيطات.

الصناعة

وفي ما يخص القطاع الصناعي، يعمل المركز على استعمال التقنيات النووية، للمساهمة في تحسين طرق الإنتاج الصناعي وجودته وفي مراقبة جودة البنيات التحتية، وذلك عبر التكوين والخدمات في ميدان الفحوصات اللائتلافية والمسح الإشعاعي.

الطاقة

بخصوص مجال الطاقة، ينحصر دور المركز في المساهمة إلى جانب المؤسسات الوطنية المعنية في التفكير في الخيار الكهرونووي.

الأمن والسلامة النوويين والإشعاعيين

وبالانتقال إلى الأمن والسلامة النوويين والإشعاعيين، تتمثل مهمة المركز في الدعم التقني للسلطات وتطوير القدرات الوطنية في الأمن والسلامة والاستعداد والاستجابة للطوارئ في المجالين النووي والإشعاعي.

كذا تقديم خدمات التكوين والخبرة لصالح الفاعلين السوسيو اقتصاديين المستعملين للأشعة المؤينة في ميدان الوقاية من الأشعة.

تدبير النفايات المشعة على الصعيد الوطني

جمع وتدبير ومعالجة النفايات المشعة المنتجة من طرف مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية كالطب والصناعة.

التكوين الأكاديمي والمهني

في هذا المجال يساهم المركز في في تكوين وتأطير طلبة أسلاك الدكتوراه والماستر والمهندسين من طرف كفاءات المركز المتخصصة في مختلف شعب العلوم والتكنولوجيا النووية، إلى جانب استفادتهم من المختبرات والمنشآت التي ينفرد بها المركز على الصعيد الوطني.

وتقديم خدمات التكوين المهني في مختلف التطبيقات النووية المرتبطة بالصناعة والسلامة النووية والوقاية من الأشعة والاستعداد والاستجابة للطوارئ النووية وتدبير النفايات المشعة.

الدور الريادي للمركز على الصعيد الجهوي

أما على المستوى الجهوي، وحسب مديره العام، يحظى المركز باعتراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمعاهدة الإفريقية للتنمية والبحث في المجال النووي، كمركز التميز الجهوي على المستوى الإفريقي في عدة مجالات تهم العلوم والتكنولوجيا النووية. ولعل إنجاز مركز التكوين في العلوم والتكنولوجيا النووية الذي يحتضنه مركز الدراسات النووية بالمعمورة، سيعطي دينامية جديدة لتطوير وتعزيز هذا التعاون في السنوات القادمة.

ويتجلى هذا التعاون في تقديم الخبرة والتكوين والتدريب لفائدة مجموعة من المؤسسات تنتمي لأكثر من 30 دولة أفريقية.