فاطمة الزهراء الكمراني، زميلة حمزة الشايب، الطبيب الطالب قتيل جريمة إطلاق الرصاص بمراكش، خرجت عن صمتها، وتحدثت لأول مرة، رفقة الضحية الثالث المهدي المستاري، مساء أمس (الثلاثاء)، في ندوة صحافية، عن الجريمة التي نجا منها، لمناسبة مغادرتهما المصحة الخاصة التي تلقيا فيها العلاج. هنا أول الانطباعات التي عبرا عنها.
"لم أشعر في البداية بأية آلام، واعتقدت بأنني تلطخت فقط بدماء زميلي حمزة الشايب، قبل أن أكتشف أنني أصيبت برصاصة في بطني"، تقول فاطمة الزهراء الكمراني، ضحية جريمة الحي الشتوي بمراكش.
وتضيف الضحية، متحدثة عن أحاسيس الأيام التي تلت إدراكها لحقيقة ما حدث، قائلة "قضيت أربعة أيام بين الحياة والموت"، و"الفضل في إنقاذ حياتي يعود إلى الطاقم الطبي و الإداري والتمريضي وجميع الموظفين والمستخدمين بالمصحة"، حيث خضعت لعملية جراحية دقيقة.
ويعود الفضل في تجاوز مضاعفات الرصاصة، التي اخترقت الجهاز الهضمي للضحية، أيضا "للصيدلي، يوسف الأطرش، الذي قدم لي الإسعافات الأولية في مقهى لاكريم، ورافقني على متن سيارة الإسعاف إلى المصحة".
الكمراني كانت متحفظة خلال الندوة، ورفضت إعطاء أية توضيحات أو تفاصيل عن الهجوم المسلح، الذي تعرضت له، كما رفضت الكشف عن طبيعة علاقتها بزميلها الذي لقي مصرعه في الهجوم نفسه.
وفي هذا الصدد، قالت "الأمر يعتبر مسألة شخصية، ولا يمكن أن يصبح موضوعا عاما، سيما وأن الحادث أسفر عن مقتل طبيب كان على أبواب الحصول على شهادة الدكتوراه"، علاوة على "أنني أحترم قرار عائلته التي ترفض حاليا الإدلاء بأية تصريحات لوسائل الإعلام".
وأكدت الكمراني، التي غادرت المصحة الجمعة الماضي، بأنها لا تحمل مسؤولية الهجوم الذي تعرضت له لأية جهة، مضيفة بأن "الأقدار وحدها هي التي شاءت أن تكون جالسة بالمقهى وقت وقوع الحادث".
المهدي المستاري، الذي أصيب بدوره في الهجوم نفسه برصاصة في ساقه، نفى بأن يكون الضحايا وعائلاتهم قد تقدموا بأية شكايات ضد مرتكبي الهجوم، مؤكدا بأنهم سينتظرون ما ستسفر عنه التحقيقات لاتخاذ الموقف القانوني المناسب.
أما البروفيسور مصطفى داعلي، الذي أشرف على العملية الجراحية، فقد أكد بأن الطاقم الذي أجرى التدخل الطبي لإنقاذ المصابين كان مغربيا %100، منوها بالدعم المعنوي والتعاطف الكبير الذي لقيه الضحيتان من قبل الشعب المغربي ومختلف المسؤولين.