انطلاقة أشغال مناظرة الصناعات الثقافية والإبداعية.. والتازي: المملكة عازمة على المضي بالقطاع

بشرى الردادي

بدأت، اليوم الأربعاء، بالرباط، أشغال الدورة الثانية لمناظرة الصناعات الثقافية والإبداعية، تحت شعار: "الاحتفاء بالتراث، الاستثمار في المستقبل"، وذلك بعد مرور خمس سنوات على الدورة الأولى.

وتعود هذه التظاهرة بطموح ونطاق أكبر، لتشهد على مرونة وإبداع الفاعلين في القطاع الثقافي، الذين استطاعوا مواجهة التحديات غير المسبوقة، في السنوات الأخيرة.

وتهدف التظاهرة إلى جعل الثقافة محركا حقيقيا للنمو الاقتصادي والابتكار للشباب المغربي؛ حيث يستعد المغرب لكتابة فصل جديد في تاريخه الثقافي، فصل ستكون فيه الثقافة في قلب التنمية.

وفي كلمة لها، أكدت نائلة التازي، رئيسة فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية، أن "الصناعات الإبداعية قطاع واعد يتعاظم تأثيره كرافعة للنهوض بالعديد من المهن"، موضحة أن "هذه الصناعات تجمع بين الفنانين والفاعلين في الاقتصاد الرقمي والتقنيين ومهنيي السياحة والصناعة التقليدية والإعلام والتجارة والخدمات".

وأضافت التازي أن "القطاع يعد رافعة للتنمية ويساهم في تعزيز الشعور بالانتماء ونسج الروابط الاجتماعية ومد الجسور بين الأمم"، مؤكدة على "الدور الفاعل للأعمال الإبداعية الملهمة في تشكيل وصقل شخصيات الأجيال الناشئة".

كما أكدت المتحدثة نفسها أن "المملكة عازمة على المضي بقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في مسار التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة".

وتابعت نائلة التازي أن "هذا الطموح يستند إلى شراكة متينة مع الاتحاد الأوروبي، الذي أدرج، في يونيو 2023، للمرة الأولى، الصناعات الثقافية والإبداعية ضمن اتفاقيات التعاون مع المغرب"، مضيفة أن "ذلك يشكل خطوة إضافية في مسار التقارب والازدهار المشترك".

وشددت رئيسة فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية على "ضرورة وضع مقاربات مبتكرة جديدة تستثمر بفاعلية إمكانيات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتشجع التعاون البناء، بهدف إبراز الإرادة المشتركة؛ كون بلدنا يتوفر على مؤهلات تمكنه من أن يصبح فاعلا دوليا في مجال الصناعات الإبداعية، بفضل رأسماله البشري الشاب وسريع النمو، ومواهبه الفذة في جميع المجالات، والنجاحات العديدة التي يحققها على الصعيدين الوطني والدولي".

وأشارت التازي إلى أن "هذا الزخم الذي يتعزز باهتمام متزايد بالثقافات العربية والإفريقية والعالمية، يشمل، أيضا، جالية متعلقة بوطنها الأم"، مبرزة "أنه تتوفر العديد من الفرص لمواهبنا للوصول إلى جمهور وسوق أوسع، ودعم إنتاج فني أكبر في المغرب الذي جعل من التنوع الثقافي مبدأ دستوريا وأساسا للتماسك الاجتماعي ودافعا للانفتاح على العالم".

وسيجمع هذا المؤتمر، الذي تنظمه فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، ووزارة الشباب والثقافة والاتصال، بدعم من الاتحاد الأوروبي، مجموعة من المواهب من جميع أنحاء العالم (مقاولون، ومستثمرون، وفنانون، وخبراء...)، سيتبادلون خبراتهم وأفكارهم لإثراء وتعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية في المغرب.

وعلى مدار يومين، ستتناول مختلف الجلسات القضايا الرئيسية التي تواجه القطاع؛ كالشراكات بين القطاعين العام والخاص، والتمويل المبتكر، وتعزيز التراث، وتأثير الذكاء الاصطناعي.

وستوفر هذه المناقشات فهما أفضل للتحديات والفرص التي تواجه الصناعات الثقافية والإبداعية، وتساعد على تمهيد الطريق لمستقبل مزدهر.

ويشكل المتحدثون في المؤتمر أمثلة بارزة للنجاح في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية؛ حيث ستثري خلفياتهم الملهمة وخبراتهم المتنوعة المناقشات وتحفز إبداع المشاركين.

وعلى رأس هؤلاء المتحدثين نجد محسن جزولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المسؤول عن الاستثمار والتقارب وتقييم السياسات العامة، وفيصل العرايشي، رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون (SNRT)، وفهر كتاني، نائب رئيس فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية، مكلف بقطاع المؤسسات الثقافية والفضاءات المتعددة التخصصات، وكزافييه ريلي، رئيس قسم إفريقيا والصناعات الثقافية والإبداعية في مؤسسة التمويل الدولية (SF1).