قضية الأستاذ المسحول من قبل تلميذه بورزازات، مازالت حابلة بالتطورات، فبعد تداول القضية في المجلس الحكومي، وشل رجال ونساء التعليم حركة المدارس بإضراب احتجاجي، دخلت منظمة أممية على الخط، مطالبة بالحرية للتلميذ "محمد، خ" المعتقل على خلفية القضية، مذكرة المغرب بالتزاماته المتعلقة باتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل.
دخلت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة المعروفة، اختصارا بـ"اليونيسيف"، اليوم (الجمعة)، على خط قضية اعتقال "محمد .خ"، تلميذ السنة الأولى باكلوريا، على خلفية "سحله"، الأسبوع الماضي، عبد الإله والحوس، أستاذه في مادة التاريخ والجغرافيا، داخل الفصل الدراسي، بثانوية سيدي داود التأهيلية بورزازات.
وكشف مصدر مطلع في ممثلية "اليونيسيف" بالرباط، في حديث مع "تيلكيل عربي"، أن مسؤولين في المنظمة الأممية، ربطوا اتصالات هاتفية، اليوم (الجمعة) وأمس (الخميس)، مع عدد من مسؤولي وزارة التربية الوطنية، ترمي إلى إقناعهم بالتدخل وتصحيح وضعية الطفل المعتقل، "الذي من المفروض أن يكون داخل حجرة الفصل الدراسي وفي كنف والديه".
إقرأ أيضا: "تيلكيل" تكشف المسكوت عنه.. الأستاذ "المسحول" عرض مرتين على المجلس التأديبي
وأكد المصدر الديبلوماسي من سفارة اليونيسيف لموقع "تيلكيل عربي"، أن "ريجينا دو دومينيسيس"، سفيرة منظمة "اليونيسيف" بالمغرب، تستعد لوضع رسائل كتابية، بحلول بداية الأسبوع المقبل، على مكاتب وزاراة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، ووزارة العدل، تلتمس منهم التدخل لتصحيح الوضعية الخاطئة التي يوجد فيها التلميذ، منذ اعتقاله.
ولم تنف مريم اسكيكة، المكلفة ببرامج التربية بممثلية منظمة "اليونسيف" بالرباط، المعطيات المشار إليها، فقالت لـ"تيكيل – عربي"، إن "تدخل المنظمة ديبلوماسي، يفرضه تفاعل مكتبنا بالمغرب في هذه القضية لنطالب بحق الطفل في التربية والتمدرس، لأن اعتقاله في سجن مدني غير عاد، مادام المغرب موقعا على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل".
وأضافت المتحدثة ذاتها، قائلة: "نطالب أيضا بمنح هذا الطفل المعتقل حقه في المساعدة القانونية وفي الدفاع، وعلى وزارة التربية الوطنية أن تتدخل لتؤمن حقوقه كاملة"، بموجب المواد 12 و 19 و37 و 40 من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل لعام 1989 التي صادق عليها المغرب.
وتؤمن المواد الأربعة للطفل دون سن الثامنة عشرة، "افتراض براءته إلى أن تثبت إدانته وفقا" للقانون، وإخطاره "فورا ومباشرة" بالتهم الموجهة إليه، عن طريق والديه أو الأوصياء القانونيين عليه عند الاقتضاء، والحصول على مساعدة قانونية أو غيرها من المساعدة الملائمة لإعداد وتقديم دفاعه".
إقرأ أيضا: مفاجئ.. الأستاذ المسحول بورزازات : ما وقع لي عاد جدا
وكان الأستاذ المذكور قد تعرض للسحل من قبل تلميذه قبل أسبوع دون علم إدارته، غير أن ظهور شريط "فيديو" على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق للحادث، عجل بالتحقيق القضائي في النازلة.