بعد منع دولة السعودية لدواء ''بِيدُوفيكْسْ'' الجنيس الخاص بأمراض القلب، الذي تُعَدُّ الدولة الأم المصنعة له، ثم تَلَتْهَا تونس في اتخاذ القرار نفسه، قررت وزارة الصحة المغربية، ممثلة في مديرية الأدوية والصيدلة، سحب رخصة العرض في السوق الخاصة بهذا الدواء مِنْ مختبر Zenith Farma، الذي يقوم بتصنيعه في المغرب.
وقال عمر بوعزة، مدير مديرية الأدوية والصيدلة في وزارة الصحة، أن السلطات السعودية سحبت رخصة بيع الدواء المذكور في أسواقها من مختبر Tabuk السعودي، بعد توصلها بشكايات، يُمْكِنُ أن يكون مصدرها أطباء أو أي شخص آخر، تفيد بأن الدواء المذكور غير فعال، حسب بوعزة، الذي أردف أنه بناء عليه، راقبت السلطات السعودية الدواء نفسه، ووجدت فيه مشكلا على مستوى التكافؤ الحيوي مع الدواء الأصلي Plavix.
وأضاف بوعزة، في تصريح أدلى به لـ ''تيل كيل عربي''، أن مديرية الأدوية والصيدلة، التي يُدِيرُهَا، اتخذت قرارا بسحب رخصة عرض ''بيدوفيكس'' في السوق من مختبر Zenith Farma، وذلك بعد أن بَلَغَهَا القرار السعودي، مبرزا أن قرار المديرية مؤقت واحتياطي، وسيستمر إلى حين إدلاء المختبر المذكور بدليل التكافؤ الحيوي لدواء ''بيدوفيكس'' الجنيس، الذي يصنعه، مع الدواء الأصلي إلى وزارة الصحة.
وأبرز المتحدث أن المختبر المصنع لهذا الدواء في السعودية يدعى Tabuk، ويُصَدِّرُهُ مُصَنَّعاً إلى مجموعة من البلدان الأخرى، ذكر منها سلطنة عمان وتونس، لكنه أوضح أن الوضع مختلف تماما في المغرب؛ بحيث أن دواء ''بيدوفيكس'' يُصَنَّعُ محليا في المغرب، مضيفا أنه حتى المادة الأساسية المستخدمة في صناعته، والمسمَّاة ''الْكْلُوبِيدُوكْغِيلْ''، لا يُحْصَلُ عليها في حالة المغرب من Tabuk، بل من مختبر دولي آخر، حسب المصدر ذاته.
بوعزة بيَّن كذلك، لـ ''تيل كيل عربي''، أن مختبر Tabuk السعودي ملزم قانونيا بإخبار سلطات البلدان التي يصدر إليها الدواء المذكور بأن الدواء أُثِيرَت حوله مشاكل في السعودية، في حالة ما إذا تم ذلك، موضحا أن تونس منعت ''بيدوفيكس'' بعد توصلها بإشعار من المختبر السعودي المذكور.
وفي السياق نفسه، فإن الدواء المعني لم تتوصل مديرية الأدوية والصيدلة في المغرب، حسب بوعزة، بأية شكايات حول عدم فعاليته، مبينا أنه في حالة ما إذا تم ذلك، بخصوص هذا الدواء أو دواء آخر، فإن المديرية تقوم بالأبحاث اللازمة على هذا المستوى. كما قال بوعزة أن ما قامت به مديرية الأدوية والصيدلة بخصوص ''بيدوفيكس'' هو أمر عادي، موضحا أن الأمر نفسه يعتبر عاديا، كذلك، في دولة فرنسا مثلا.
من جهة أخرى، أكد حميد وهبي، مالك مختبر Zenith Farma، في حديث مع ''تيل كيل عربي''، صحة ما صَرَّحَ به بوعزة، واعتبر أن قرار وزارة الصحة عادي، مبرزا أن المشكل سَيُحَلُّ بعد أيام أو أسابيع، بحيث كشف أن مختبره يَعْكِفُ، منذ ثلاثة أشهر، على إعداد التكافؤ الحيوي لدواء ''بيدوفيكس'' الجنيس مع الدواء الأصلي.
وفيما يخص المادة المستعملة من طرف Zenith Farma في صناعة هذا الدواء، الذي يصنعه منذ حوالي أربع أو خمس سنوات، قال وهبي إن مختبره لا يحصل عليها من المختبر السعودي Tabuk، وإنما من مختبر أوروبي، موضحا أن Tabuk، بدوره، لا يصنعها، ويحصل عليها من مختبر آخر.
وحسب مصادر صيدلانية، تحدث إليها ''تيل كيل عربي''، فإن دواء ''بيدوفيكس'' خاص بأمراض القلب، وهو دواء جنيس للدواء الأصلي Plavix، ويصنعان كلاهما من مادة ''الْكْلُوبِيدُوكْغِيلْ''. وأفادت المصادر نفسها أن ''بيدوفيكس'' لا يزال يباع في صيدليات المملكة.