بينما تواصل لجنة البحث والتقصي بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بورزازات تحرياتها في ما بات يعرف بقضية الأستاذ "المسحول"، في ثانوية سيدي داود التأهيلية بورزازات، التي تفجرت الأسبوع الماضي، باشرت اللجنة الاستماع لكل الأطراف المتدخلة واقتراح ما يلزم من تدابير وجزاءات قانونية وانضباطية، فطفت على السطح معطيات جديدة في الملف.
كشف يوسف بوراس، المدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية بورزازات، أن الأستاذ المسحول عبد الاله والحوس، عرض على المجلس التأديبي مرتين، بسب سلوكاته "المشينة وغير اللائقة" تجاه تلاميذه، خلال ممارسته مهام التدريس.
وسار مولاي محمد سهيل، مدير الثانوية التأهيلية سيدي داوود، في الاتجاه نفسه، فكشف أن سلوكات الأستاذ المذكور تجاه تلامذته كانت محط انتقاد، وموضوع شكاوى تلقتها الادارة التربوية، مما حدا بها إلى تنبيه المعني بالأمر أكثر من مرة، ومراسلة المديرية الاقليمية في الموضوع.
في المقابل، لم تواكب الادارة الشهادتين الصادرتين عن المسؤولين (الاداري والتربوي)، بأية تدابير إجرائية، من أجل "حماية التلاميذ من تصرفات الأستاذ"، الذي من المفروض فيه، حسب مصدر من وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي لموقع "تيلكيل عربي"، أن يكون "مربيا قبل أن يمارس مهنة التعليم والتدريس".
وفيما كشف المصدر ذاته، أن الأستاذ المسحول سلم للادارة التربوية شهادة طبية تتبث العجز في ثلاثة أيام فقط، أبرز أن أستاذا بنفس المؤسسة التي يدرس بها الأستاذ المسحول، واجهه قبل أيام، وكاد أن ينشأ بينهما شجار، بسبب كلام صدر عن الأستاذ المسحول، في مواجهة ابنة زميله، التي تدرس لديه مادة الاجتماعيات في سلك الثانوي التأهيلي.
المسكوت عنه، فجره أيضا، عدد من تلاميذ المؤسسة في رسائل تلقاها موقع "تيلكيل عربي"، بينهم التلميذة "كريمة أ"، التي قالت إن الأستاذ المعتدى عليه، "يقوم دائما باستفزاز التلاميذ بألفاظ نابية وغير أخلاقية"، مشيرة إلى أن "التلاميذ يعتدون عليه كلما استفز أحدهم بكلام فاحش وغير مسؤول".
وأبرزت التلميذة المشتكية، في شهادتها، أن "الإدارة على علم بتصرفات الأستاذ تجاه تلاميذه دون أن تقوم بما يلزم للحفاظ على هيبة المؤسسة التعليمية".
تلميذ آخر يدعى "حمزة س"، وسبق أن درس لدى الأستاذ المعتدى عليه، اتهم بدوره إدارة المؤسسة بعدم التدخل لنقل الأستاذ الى مؤسسة أخرى، واتخاذ ما يلزم من تدابير وقائية، رغم علمها بتنامي حالات الاعتداء في حقه، على خلفية تصرفاته مع التلاميذ.
المتحدثون إلى موقع "تيلكيل عربي"، أكدوا أن إدارة المؤسسة والمديرية الاقليمية لورزازات، تتحملان جزء من المسؤولية، فبعدما بادرتا، خلال العام الماضي، إلى نقل الأستاذ المذكور إلى إعدادية عبد الكريم الخطابي، لتفادي استمرار مواجهاته مع التلاميذ، فاجأت الجميع خلال الموسوم الدراسي الحالي، بإعادته إلى سلكه الأصلي، في الثانوي التأهيلي، لتتكرر واقعة الاعتداء عليه، بسبب "سلوكاته تجاه تلامذته، التي خرجت إلى العلن بسبب شريط "الفيديو" الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي.
يشار إلى أن "تيلكيل عربي"، حاول مرارا، التواصل مع الأستاذ "المسحول"، لاستيقاء روايته ورأيه في المعلومات الجديدة، لكن هاتفه ظل يرن دون رد.
سعيد أهمان (أكادير)