أصدر قبل قليل وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بآسفي، اليوم قراره بخصوص متابعة 14 شخصا جرى اعتقالهم على خلفية الاعتداء على رجل وامرأة داخل سيارة، فيما بات يعرف باسم "عصابة الملثمين" أو "الدواعش" الذين ظهروا في شريط فيديو نشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تمت متابعة 13 متهما في حالة اعتقال بتهم "الضرب والجرح والسرقة وإلحاق خسائر بملك الغير"، فيما توبع المتهم المتبقي بنفس التهم لكن في حالة سراح, على أن تنطلق محاكمتهم يوم غد 5 يونيو 2018.
وتأتي هذه المتابعات بعد إحالت المتهمين على وكيل الملك، أمس الأحد، من طرف عناصر الدرك الملكي التي فتحت بحثا موسعا في الحادث بناء على تعليمات النيابة العامة.
وحسب مصادر مقربة فإنه بعد الأبحاث والتحريات الميدانية، التي تولاها، منذ الجمعة الماضي، المركز القضائي لدى القيادة الجهوية للدرك الملكي بآسفي، بتنسيق مع القيادة العامة للدرك الملكي بالرباط، أسفرت في البداية عن إيقاف سبعة أشخاص في واقعة الاعتداء التي ارتكبوها، يوم الخميس 24 ماي الماضي، في حق سائق سيارة للنقل السري "خطاف"، ومرافقته.
وأضافت المصادر نفسها أن عناصر الدرك وبعد فتح تحقيق أولي مع المتهمين السبعة، تمكنت من إيقاف سبعة أشخاص آخرين، بعد تقديم أنفسهم طواعية لمركز الدرك بجمعة اسحيم، ليصبح العدد 14 موقوفا، من خلال حملة تعقب واسعة خاصة في دوار "الزحاحفة" بجماعة لحضر الذي يبعد بـ17 كيلومترا عن منطقة جمعة اسحيم، بإقليم آسفي.
وأفادت المصادر أن السرعة التي اشتغلت بها عناصر الدرك مكنت في اليومين الأخيرين من إيقاف هؤلاء الذين أكد أغلبهم أن سبب الاعتداء بالضرب والسب والهجوم على الضحيتين "المرأة والسائق" هو "شكوك بأنهما يفطران في رمضان" وكشفت المصادر أن المحققين بالمركز القضائي استعانوا بتقنية تكنولوجية جد متطورة، تقنية تسمى VL / Victor Lima/Véhicule léger، وهي التقنية التي مكنتهم من تحديد أرقام الهواتف المحمولة، التي أجرى منها الموقوفون مكالماتهم الهاتفية قبل وبعد تنفيذ الاعتداء، كما أرسلوا بواسطة تطبيق التراسل الفوري "الواتساب" ما التقطوه من تسجيلات حية "صوتا وصورة" في مسرح الحادث من بينها المقطع الذي نشر على عدد من صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
كما أفادت المصادر أن الضحيتين اعترفا خلال الاستماع إليهما من طرف المحققين بمركز الدرك إلى وجود علاقة بينهما غير أنهما وقت الاعتداء لم يكونا يفعلان شيئا مخلا بالحياء أو يفطران رمضان كما ادعى الملثمون المعتدون عليهما في شريط الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
مصادر "تيل كيل عربي" أكدت أن بعد تحديد هويات المعتدين تبين أن 12 منهم يتحدرون من الدوار المذكور وآخر من منطقة الزمامرة، بالإضافة إلى متهم من منطقة أولاد غانم. في حين استمعت عناصر الدرك إلى الضحية الأولى "إ.د" التي تقطن بدوار الغدران بجماعة الكرعاني بإقليم آسفي، إذ تبين أنها ليست طالبة، وأنها حاصلة على الباكالوريا لكنها غادرت مقاعد الدراسة منذ 4 سنوات، حيث اعترفت بوجود علاقة بينها وبين "السائق"، الضحية الثاني، مشيرة إلى أن الأخير اعترف بدوره بكون علاقته بالفتاة المعتدى عليها ترجع إلى 3 سنوات مضت. وأوضحت المصادر أنهما اعترفا باعتيادهما التوجه إلى موقع الحادث، لكن نفيا أن يكون لحظة الاعتداء عليهما من طرف الملثمين في وضع مخل بالحياء في شهر رمضان، مؤكدة أنه جرى إطلاق سراحهما بعد الاستماع إلى أقوالهما.