شحنة ذهب بالسودان.. هذه رواية شركة "مناجم" المغربية

المصطفى أزوكاح

فوجىء الكثيرون ببيان صادر عن قوات الدعم السودانية،  الذي تحدث عن "ضبط طائرة خاصة بشركة أجنبية تشرع في تهريب كميات كبيرة من الذهب بولاية نهر النيل".

وأضاف البيان، الذي نشرته "سبوتنيك" الروسية أمس، أنه "قد أجري تحقيق حول الأمرمشيرا إلى أن "الذهب المقبوض، يأتي في إطار الدور الكبير الذي تقوم به قوات الدعم السريع في حماية الاقتصاد الوطني، وحفظ مكتسبات البلاد وثرواتها".

ولم يكشف البيان عن هوية الشركة، غير أنه تجلى بعد ذلك أن الأمر يتعلق بـ"مناجم" المغربية، حين نقلت "سبوتنيك" عن مسؤول بوزارة المعادن السودانية، أكد فيه أن الطائرة الموقفة تعود لـ"مناجم" وكانت تنقل 84 كلغ من الذهب، علما أن الأرقام تضاربت بعد ذلك، بين مؤكد أنها 93 كلغ ومدع أنها بلغت 241 كلغ.

وأكد مسؤول وزارة المعادن السودانية أنه "قبل سقوط الحكومة السابقة كانت من مهام جهاز الأمن الاقتصادي التابع، هي مراقبة وإعطاء التصاريح للشركات العامة بالتعدين بنقل إنتاجها من مناطق التعدين إلى الخرطوم أو أماكن أخرى، حسب التصاريح".

وأضاف أن "هذه المهام الأمنية تقوم بها حاليا قوات الدعم السريع"، مشيرا إلى أن "شركة مناجم المغربية كانت في طريقها للخرطوم لنقل 84 كيلو من الذهب من منطقة قبقه إلى الخرطوم، فقامت قوات الدعم السريع، باعتراضها لعدم وجود تنسيق مسبق وذلك في إطار الإجراءات الأمنية الحالية".

وعبر رئيس غرفة المعادن المكلف باتحاد الغرف التجارية، إبراهيم أبوبكر،عن استغرابه لما حدث مع شركة مناجم، مؤكدا أن "كافة الإجراءات الخاصة بالتصدير صحيحة ومكتملة من بنك السودان؛ وذلك بحصولها على فورمات (إكس) الخاصة بالتصدير، بجانب إجراءات الجمارك".

وعندما سأل "تيل كيل عربي"، مريم التازي، المسؤولة عن التواصل بشركة "مناجم"، حول حقيقة ما حدث، أجابت بأنه بعد ما حدث أمس، "تتبع الشحنة مسارا عاديا، فقد نقلت إلى البنك المركزي السوداني بالخرطوم، من أجل استكمال الإجراءات، قبل التصدير، بشكل عادي".

وأشارت إلى أن ماحدث مرده إلى"سوء تفاهم بين السلطات السودانية" في السياق الحالي الذي يعيشه البلد، مؤكدة على أن استثمارات الشركة بذلك البلد، تتم في إطار شراكات مع وزارة المعادن السودانية، حيث أنجزت استثمارا بـ90 مليون دولار، ووفرت مصنعا بمعايير دولية، وتقوم بتصدير صفائح الذهب بعد الحصول على التراخيص الضرورية من البنك المركزي.

ويعود تواجد "مناجم" بالسودان إلى إلى  2008، حين حصلت على ترخيص للتنقيب عن الذهب بموقعين، وعبرت الشركة، التي تتوفر على استثمارات ببلدان إفريقية، في 2013، عن توقعها إنتاج 12 طن من الذهب سنويا بالسودان.