شهدت عدد من المناطق والمدن المغربية، ليلة أمس السبت، تساقطات ثلجية ومطرية كثيفة، تسببت في قطع الطرق الرابطة بين المدن والقرى. سكان هذه المناطق، حسب شهادات حصل عليها "تيل كيل عربي"، عانوا من التساقطات الثلجية التي بلغت نصف متر من الارتفاع، ووصلت درجات الحرارة فيها إلى ناقص 5 درجات. هذا الأمر يعيد إليهم قسوة "التهميش وقلة الامكانيات" ككل سنة.
بحسب آخر المعطيات التي حصلت عليها "تيل كيل عربي" فإن التساقطات الثلجية سجلت ارتفاعا ليلة أمس السبت وستستمر إلى غاية الثلاثاء، بحسب ما أفاد به الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية. الأخير أضاف في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، أن تساقطات الثلوج بلغت في إفران 35 سنتيمتراً حتى صباح اليوم الأحد، وبلغت في ميشليفن 32 سنتيمتراً في السفح و38 في القمة، وفي جبل هبري 36 سنتيمراً في السفح و40 على المرتفعات، ثم تمحضيت 25 سنتيمتراً، أما أزيلال بلغت التساقطات الثلجية 15 سنتيمتراً وفي نواحيها كمنطقة برنات 34 سنتيمترا، وبمنطقة تيغولا بلغت التساقطات الثلجية 42 سنتيمتراً.
ومن المرتقبت، حسب المصدر ذاته، أن نزداد الأحوال الجوية اضطراباً، لا سيما مع استمرار تساقط الثلوج طيلة اليوم الأحد، وحتى يوم الثلاثاء المقبل.
اقرأ أيضاً: الفتيت والرباح واعمارة يقدمون تفاصيل خطة الحكومة لمحاربة البرد القارس
وعن تأثير التساقطات الثلجية عل حياة سكان المرتفعات ونواحيها، ينقل عمر زكارا أحد ساكنة منطقة الحوز جماعة زرقطن، لـ "تيل كيل عربي"، أن "الطريق الوطنية 9 بين مراكش وورززات قطعت"، مضيفا أن "الثلوج تتساقط بكثرة، وأن الطريق ما زالت مقطوعة منذ مساء أمس الأحد إلى الآن".
وتابع المتحدث ذاته، أن "الناس هنا أغلبيتهم من الطبقة الفقيرة، خصوصاً بعض الدواوير المهمشة التي لا يستطيع سكانها الوصول إلى السوق لتلبية حوائجهم". وتابع عمر زكارا، أن معاناة الأطفال تتضاعف خلال هذه الفترة، إذ أن عددا منهم "لا يستطيعون الالتحاق بقاعات الدرس، خاصة منهم الذين يتابعون دراستهم في مستوى الابتدائي".
ورغم أن الظروف تحسنت في مناطق أخرى بفضل ربطها بشبكة الكهرباء، فإن سكان جماعات أخرى ينقطعون عن محيطهم بعد تساقط الثلوج، حسب محمد أديب أحد أبناء منطقة جماعة أغبار التابعة لعمالة تحناوت بإقليم مراكش، حيث يعاني السكان "من العزلة، بعد هطول الثلوج وغيره من الأوقات".
وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، أن الثلوج اقتربت من نصف متر من العلو، ما منع عدداً من سكان هذه الدواوير من الخروج .
اقرأ أيضاً: أمطار عاصفية يوم غد الاثنين بعدد من مناطق المغرب
وتابع الفاعل الجمعوي أديب، أن سكان المنطقة يحاولون سنوياً الحديث عن معاناتهم ونقلها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لدفع المسؤولين إلى التدخل.
وعن تفاصيل معاناة أبناء المنطقة، تحدث أديب عن صعوبات في الوصول إلى الأسواق لشراء المؤن، وندرة حطب التدقئة.
كما نقل أديب بدوره، انقطاع الأطفال بالمنطقة عن الدراسة، لا سيما بالنسبة للمدارس البعيدة عن الدواوير، وذلك لعدة أيام". إضافة إلى ذلك، يضيف المتحدث ذاته، تشهد بعض الدواوير المجاورة كجماعة اغيل وامندونيت، معاناة أكثر مما تعرف جماعتهم.
وتأسف أديب لكون "المعاناة وككل سنة، تتفاقم أثناء هطول الأمطار أكثر من تساقط الثلوج، لأنها تخرب الطرقات المهترئة والضيقة. كما أن الظروف الطبيعية تزيد من تآكل وتضرر البنيات التحتية".
يذكر أن وزارة التجهيز والنقل سبق لها أن وزعت مذكرة استعجالية، يوم الخميس، تحذر مستعملي الطرق بالمناطق الجبيلة في نهاية الأسبوع من السفر والعبور ببع الطرق الوطنية. انقطاع الطرق هذا شددت فيه الوزارة بناء على مراسلة لكل الادارات التابعة لها، بعدم السماح بالترخيص لأصحاب الرحلات الجماعية.
كما أنه، و تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، نظم يوم أمس السبت بمقر وزارة الداخلية بالرباط،، اجتماع يهدف لبحث السبل الكفيلة بمواجهة موجة البرد القارس التي تجتاح عدداً من عمالات وأقاليم المملكة.
ويروم هذا الاجتماع الذي ترأسه، وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، استكمال تدارس الاجراءات والتدابير التي تم اتخاذها سابقا للحد من تداعيات هذه الموجة وتخفيف آثارها على الساكنة المحلية، بحضور القطاعات الحكومية والمصالح الأمنية المعنية