أزيد من أربع ساعات، هي مدة جلسة محاكمة توفيق بوعشرين، مدير يومية "أخبار اليوم" التي عقدتها جنايات البيضاء في سرية بعد الإفطار، من الساعة 10 والنصف ليلة الاربعاء إلى الثانية والنصف صباح اليوم الخميس.
جلسة مطولة استمرت المحكمة خلالها في عرض أشرطة الفيديو التي توثق للعمليات الجنسية التي يتهم توفيق بوعشرين بمماسرتها على ضحاياه، حيث عرضت سبعة أشرطة أخرى في جلسة اليوم ليصل العدد إلى 11 شريطا من أصل 37 شريطا قررت المحكمة عرضها.
وكما حدث في الجلسة الأولى لعرض الأشرطة يوم الاثنين المنصرم، استمر بعض دفاع بوعشرين، خلال تصريحاتهم الصحفية، في إنكار ظهور المتهم في الفيديوهات، وأنها مفبركة وغير واضحة.
لكن النقيب عبد اللطيف بوعشرين، عضو هيئة دفاع توفيق بوعشرين أكد، في جواب على سؤال حول عدم مطالبة دفاع المتهم بإجراء خبرة تقنية على الأشرطة الجنسية، بعد انتهاء الجلسة، أنه كدفاع "سبق أن تقدم بطلب إجراء خبرة برفع البصمات وخبرة بالتأكد من حقيقة تلك الأشرطة، وهل هي صادقة أم مفبركة، وهو ما لم تبث فيه المحكمة بعد".
وأضاف النقيب بوعشرين، أن "بعض زملائه من الدفاع هيؤوا خبرة أولية أثبتت مجموعة من التناقضات في هذه الأشرطة" قائلا "هناك مضاجعة تصادفت ووجود توفيق خارج أرض الوطن، وأخرى وهو في اطار عملية جراحية بالمستشفى، وأخرى وهو بالطريق السيار واقترافه لمجموعة من مخالفات السير، وأخرى تزامنت مع سحبه للمال من الشباك الأوتوماتيكي بالبطاقة الميغناطيسية الشخصية.. " معتبرا أن " وجود هذه الحالات في القانون الجنائي تعطي الحق للمتهم أن يثبت ما يخالفها بكافة وسائل الإثبات حتى في حالة وجود حجية المحاضر المنجزة من قبل الشرطة".
وقال النقيب إن "ما أحضره الدفاع مبدئيا يوضح أن هذه الأشرطة مفبركة والمحكمة عليها أن تتحرى الحقيقة بإجراء خبرة تقنية عليها لأنها ستكون حاسمة" مسترسلا بالقول "في حال قالت الخبرة إنها صحيحة فسنسكت وكنا سندافع عنه بظروف التخفيف أو التكييف للجنايات المتابع بها لكن ما شاهدته شخصيا وبأمانة خلال جلستين هو الفساد وممارسات حميمية منسجمة على مدى 45 دقيقة ولا أثر للعنف فيها أو الاستغلال".
من جانبه، قال المحامي عبد الصمد الإدريسي، عضو دفاع بوعشرين، إن ما يظهر في الأشرطة ظلام فقط ولا يمكن ان يحاكم ويدان موكله بالظلام والفراغ، موضحا أن دفاع بوعشرين ساءل المحكمة عن المنهجية المتبعة في عرض هذه الفيديوهات على عكس الترتيب الوارد في المحاضر، وأنها رفعت الجلسة ولم يتلق جوابا.
أما النقيب محمد زيان، دفاع بوعشرين فأكد أن الاشرطة بالحالة التي هي عليها لا تحتاج للخبرة، وتحمل تناقضات كثيرة من قبيل "وجود صخب الشارع والمكتب في الطابق 17 لا يمكن أن يصل له الضجيج، وأنه في جميع الحالات يرتدي نفس القميص والسروال، وأثات المكتب متغير و المشتكيات لايظهرن" معتبرا أنها أشرطة "مفبركة" الهدف منها "اللعب بالوطن ومصداقيته‘ والإساءة لبوعشرين ومساره المهني"، وأنه يطالب بعرضها على الرأي العام للتأكد من صحتها كما سيطالب برفع السرية عن جلسات محاكمة بوعشرين.
وبعد قرار المحكمة تأجيل المحاكمة إلى اليوم الخميس، في العاشرة ليلا لمتابعة عرض الأشرطة، أكد دفاع الضحايا، المحامي عبد الفتاح زهراش، في جواب على ما صرح به النقيب زيان أنه "لا يمكن للمحكمة التراجع عن قرارها بعقد الجلسات سرية، وأن ما يقال هو إيحاء فقط بكون المحاكمة غير عادلة وليست هناك حقوق للمتهم ودفاعه"، موضحا أن بوعشرين "تقدم ب 45 في المائة من الطلبات للراحة وهو ما استجابت له المحكمة وأجلت الجلسات لذلك، كما أن دفاعه تقدم ب 75 في المائة من الدفوع الشكلية والملتمسات والأسئلة ودفاع الضحايا تقدم بملتمسين فقط واستجابت لهما المحكمة ودفاع بوعشرين نوه بذلك وهو من عليه التشبت بالسرية حفاظا على حقوق موكله وعرضه".
أما المحامي محمد الهيني، عضو دفاع الضحايا فقال "تمنيت لو أن الرأي العام شاهد ما شاهدناه اليوم في المحكمة...ممارسات مقززة وشاذة واحتقار تمس ضميرنا وتمس حقوق الانسان".