وضعت السلطات الأمنية بالدار البيضاء، بعد استنفار تعزيزات أمنية من ولاية أمن الدار البيضاء نحو منطقة الفداء مرس السلطان، حدا لمواجهات عنيفة بمحيط المحطة الطرقية أولاد زيان، طرفاها عدد من سكان درب الكبير، ومهاجرون غير قانونيين من إفريقيا جنوب الصحراء، يقيمون مخيما بالمنطقة في انتظار فرصة التسلل إلى شمال المغرب.
وأوضح مسؤول في السلطة المحلية، قبل قليل من ليلة اليوم، لموقع "تيلكيل - عربي"، أن المواجهات التي انطلقت مباشرة بعد صلاة "العشاء" (السابعة مساء)، ودامت 20 دقيقة، لم تسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، إذ كانت في حدود بعض الإصابات بجروح خفيفة، وتدمير سيارتين خاصتين.
وفيما أضاف المصدر نفسه، أن الحرائق التي وثقتها صور و"فيديوهات" على الشبكة، شبت في أكوام من الثوب والورق يتخذها المهاجرون أفرشة لهم، أكد أن السلطات الأمنية، التي حلت المنطقة، وعلى رأسها والي أمن الدار البيضاء، وعامل مقاطعات الفداء، ومسؤولي الشرطة القضائية الولائية، لم تباشر أي إيقافات على خلفية المواجهات.
وعن الوضع الميداني بحلول منتصف الليل، أفاد المصدر ذاته، أنه تم احتواء الوضع، وأشرفت عناصر الشرطة والقوات العمومية على تأمين عملية مغادرة مجموعات كبيرة من المهاجرين لمواقع لاذوا إليها، ووضع الجميع داخل ملعب القرب المحاذي للمحطة الطرقية، مع استمرار القوات العمومية في مراقبة الوضع، حتى لا تتجدد المواجهات.
وعن أسباب المواجهات، قال المصدر ذاته، إن السلطات تباشر تحريات في الموضوع، في حين تشير المعطيات الأولية، إلى وجود توتر كبير جدا منذ فترة بين السكان والمهاجرين، وتفجر اليوم، متخذا شكل مواجهة مباشرة وعنيفة، بعد ملاسنة بين امرأة من درب الكبير مع بعض المهاجرين الملتمسين لمساعدات مالية، تطور إلى ما اعتبرته تحرشا، فاستنجدت ببعض شباب الحي.
وأوضح المصدر ذاته، أن المواجهة بدأت بمناوشات بين مجموعة من شباب حي درب الكبير، اضطروا معها إلى التراجع واستقدام المزيد من رفاقهم، ما استدعى فرار عدد من المهاجرين إلى المحطة وملاذات في محيط المحطة، في حين قاوم آخرون، وتبادلوا الضرب بالحجارة مع الشباب المحليين.
وأبرز المصدر ذاته، أن العناصر التي عبأتها المنطقة الأمنية للفداء، لم تكفي لاحتواء الوضع، ما استدعى تعبئة تعزيزات مركزية من ولاية أمن البيضاء، وحضور كبار المسؤولين في عين المكان، بما في ذلك الشرطة القضائية الولائية، قبل النجاح في احتواء الوضع.
يشار إلى أن تقارير جمعيات محلية، سبق أن نبهت إلى أوضاع سيئة بالمنطقة، ترتبط بإقامة مهاجرين غير قانونيين مخيما عشوائيا بمحيط المحطة أملا في في فرصة التسلل عبر الحافلات إلى شمال المغرب، واختصار المسافة نحو الحلم الأوربي.
وسبق لمندوبة وزارة الصحة بالمنطقة، وجمعيات، أن صرحت بوجود صعوبات في تأطير المهاجرين وتقديم المساعدة لهم، ولمناسبة حملة طبية، فقط 120 منهم استجابوا لإجراء فحوصات طبية، أسفرت عن رصد حالات إصابة بالسل وأمراض مزمنة.