انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الجمعة، أشرطة فيديو توثق لهجوم أفراد بالأسلحة البيضاء من الحجم الكبير على المركز الصحي الحضري "ابن الهيثم" لعيايدة 1 بسلا.
تاريخ شريط الفيديو المنشور يشير إلى يوم 31 يوليوز المنصرم، أي الثلاثاء الماضي، وحسب ما يكشفه الفيديو، فإن ثلاثة أشخاص وقفوا بالباب الرئيسي للمركز الصحي قبل أن يستلوا أسلحتهم البيضاء من الحجم الكبير (سيوف)، ويضربوا بها شخصا آخر كان يقف إلى جانب حارس الأمن الخاص بالمركز.
الهجوم لم يتوقف عند هذا الحد، حسب ما صورته كاميرات المراقبة داخل المركز الصحي، بل لحق المعتدون الثلاثة بغريمهم إلى قاعة الانتظار داخل المركز ثم إلى قاعات الفحص، حيث احتمى غريمهم بواحدة منها بينما حاول أحد المعتدين تكسير الباب برجله، قبل أن يغادروا وسط ذهول أطباء المركز والمرضى الذين أصابهم الذعر والخوف مما يرونهم أمام أعينهم، بل منهم من تدافع وسقط أرضا من شدة الخوف على حياته أو أصابته من طرف شخص من الأشخاص المدججين بالسيوف.
ولاقى هذا الحادث استهجانا من عدد من المتتبعين على مواقع التواصل الذين استنكروا غياب الأمن في محيط الفضاءات الصحية وحماية الأطر الصحية وكذا المرضى الذين يكونون غالبا من الأطفال والمسنين.
وأوضح مصدر من وزارة الصحة أن الأمر يتعلق بنزاع خارجي بين شخص وثلاثة أشخاص آخرين كانوا يحملون الأسلحة البيضاء، حيث احتمى الضحية بالمركز ولحقه المعتدون الثلاثة في محاولة للاعتداء عليه، دون احترام لحرمة المركز أو ما تسببوا فيه هلع للمرضى ومرتادي المؤسسة الصحية.
في سياق متصل، تمكنت الفرقة المحلية للشرطة القضائية بمفوضية أمن العيايدة بسلا، اليوم الجمعة، من توقيف شخص يبلغ من العمر 23 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في واقعة اقتحام المركز الصحي. فقد ذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن مصالح الأمن كانت قد تعاملت بجدية مع شكاية تقدم بها ضحية حول تعرضه لاعتداء بالسلاح الأبيض من قبل ثلاثة أشخاص بسبب خلافات سابقة بينهم، قبل أن تظهر الأبحاث الأولية أن الاعتداء امتد إلى داخل مستوصف طبي، وهو الأمر الذي وثقته تسجيلات كاميرات المراقبة التي تم تداولها لاحقا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف البلاغ أن الأبحاث والتحريات التي باشرتها مصالح الأمن مكنت في ظرف وجيز من توقيف المشتبه فيه الرئيسي، وهو من ذوي السوابق القضائية العديدة في الجرائم العنيفة، فيما تتواصل الأبحاث والتحريات الميدانية المكثفة من أجل توقيف شريكيه اللذين تم تحديد هويتهما بشكل كامل.
وحسب نفس البلاغ، فقد تم وضع المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة.
من جانبه أصدر المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية التابع للفيدرالية الديمقراطية للشغل بسلا، فأصدر بيانا استنكر فيه هذه الأحداث واصفا إياها بـ"الشنيعة".
واستنكرت النقابة "حالة انعدام الأمن داخل الفضاءات الصحية" معتبرة أن "مثل هذه الأحداث المؤسفة والمتكررة تلحق ضررا نفسيا بالمواطنين والشغيلة الصحية، وتنعكس سلبا على مردوديتها وعلى السير العادي للعمل، إضافة إلى تعريض حياة المواطنين للخطر داخل أسوار المؤسسة الصحية".
وطالبت النقابة المذكورة من الوزارة الوصية والسلطات المختصة "تحمل مسؤوليتها في توفير الحماية والأمن للأطر الصحية ومرتادي المؤسسات الصحية بمدينة سلا، لتفادي تكرار هذه الاعتداءات والحوادث والانفلاتات المؤسفة وكذا توفير جو الأمن في مقرات العمل لحماية الصالح العام".