على بعد أقل من شهر ونصف من انعقاد المؤتمر الوطني الثامن لحزب العدالة والتنمية، بدأ بعض معارضي الولاية الثالثة لبنكيران يخرجون إلى العلن، فيما لازال آخرون يكتفون بالتعبير عن رأيهم داخل الغرف المغلقة. موقع "تيلكيل عربي" تتبع ما يجري في كواليس الحزب الحاكم، ويكشف أبرز قيادات البجيدي المعارضة لتعديل المادة 16 من النظام الداخلي للحزب، وفتح الباب أمام إعادة انتخاب بنكيران للمرة الثالثة.
سعد الدين العثماني..الرافض الأول
رغم تعامله الحذر، فإن رئيس الحكومة، ورئيس المجلس الوطني للمصباح سعد الدين العثماني، كان ضد فكرة التمديد من أصلها، وعارض في البداية التمديد لبنكيران سنة واحدة قبيل انتخابات 7 أكتوبر
سعد الدين العثماني صرح قبيل المؤتمر الاستثنائي الذي عقده العدالة والتنمية في 30 من ماي الماضي، والذي قرر فيه تمديد ولاية بنكيران لسنة واحدة أنه "مع احترام قانون الحزب، الذي يحصر مدة الانتداب في ولايتين". ورغم تجنبه الإعلان عن رأي واضح بخصوص الولاية الثالثة لبنكيران، فإن العثماني لم يستبعد أثناء حلوله ضيفا على منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء في 17 من أكتوبر الجاري أن تطرح الولاية الثالثة لبنكيران بعض المشاكل كأي قرار، لكنه قلل من أهميتها، لكن قياديين في الحزب اعتبروا أن العثماني يجد نفسه موضوعيا ضمن دائرة الرافضين لعودة بنكيران، لكنه يتجنب قطع شعرة معاوية في الوقت الحالي تحسبا لعودته.
مصطفى الرميد..الخروج إلى الفيسبوك
بعد فشل محاولاته في إقناع عبد الإله بنكيران بالتراجع عن خيار الولاية الثالثة، خرج مصطفى الرميد، أحد أقوى قيادات العدالة والتنمية ليعبر عن رأيه علانية في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" .
مصطفى الرميد، اتهم بنكيران بالانتصار لنفسه، وتسفيه جهود باقي قيادات الحزب، وقال مخاطبا بنكيران ردا على تهكمه عليه في لقاء عقده مع منتخبي العدالة والتنمية، واستحضار واقعة ذهابه إلى الحج في عز الحملة الانتخابية لسنة 2011"إنني أتساءل حقيقة، هل كنت ستقول الذي قلته لو ناصر المصطفى الرميد التمديد لولاية ثالثة، وأنت تعرف في هذا رأيي المبدئي، والذي سبق أن بسطته عليك تفصيلا منذ حوالي سنتين وهو ما سأعود إلى استعراضه في مناسبة قادمة إن شاء الله".
مصادر من حزب العدالة والتنمية أوضحت لموقع "تيلكيل عربي" أن الرميد حاول مرارا إقناع بنكيران بالتراجع عن الولاية الثالثة، إلا أن هذا الأخير رفض الدخول في مناقشة الموضوع من الأصل، متحججا بأنه غير معني، وأنه إذا حمل الأمانة من طرف مؤسسات الحزب فلن يخذلها.
الرباح..قيادي يرفض الانضباط لصف بنكيران
لا يخفي عزيز الرباح، القيادي في حزب العدالة والتنمية، ووزير الطاقة والمعادن بحكومة سعد الدين العثماني معارضته لعبد الإله بنكيران، فالخلافات بين الرجلين قديمة، وليست وليدة اليوم.
يتذكر عدد من مناضلي العدالة والتنمية كيف خاطب بنكيران الرباح في إحدى لقاءات شبيبة العدالة والتنمية في يوليوز من العام الماضي بقوله "قمنا بمراجعات بكل جرأة، أنا ومجموعة من الإخوان"، قبل أن يلتفت إلى الرباح قائلا "أنت عاد جيتي…شد الصف"، تعبيرا منه عن تضايقه من تصريحاته.
وخلال احتدام النقاش حول الولاية الثالثة لبنكيران، لم يتردد الرباح في النزول بثقله إلى لجنة الأنظمة والمساطر ليعلن معارضته الصريحة التمديد لبنكيران، قبل أن ينقل ذلك إلى موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ووسائل الإعلام.
الرباح، اعتبر في حوار أجرته معه الزميلة "الأيام" أن التمديد لبنكيران سيكون "اختيارا معينا ونسخة جديدة من حزب العدالة والتنمية"، معتبرا أن "هذا الاختيار المنهجي في تدبير أمور حزب العدالة والتنمية هو مخالف لما دأبنا عليه".
الحمداوي..مهندس التوحيد والإصلاح يعارض
لم يمض وقت طويل على انضمام الحمداوي لحزب العدالة والتنمية، وحصوله على مقعد برلماني باسمه في مجلس النواب في انتخابات 7 أكتوبر، لكته اليوم يقف ضد الولاية الثالثة.
فرغم تجنبه الإعلان عن معارضته عودة بنكيران، إلا أن قياديين في المصباح أكدوا في اتصالات مع "تيلكيل" عربي أن الحمداوي يرفض التمديد لبنكيران، وقد عبر عن رأيه لأكثر من قيادي أثناء انعقاد المجلس الوطني الأخير للعدالة والتنمية.
ولم تستبعد المصادر أن يلعب الحمداوي دورا كبيرا في عدم عودة بنكيران بحكم وزنه داخل حركة التوحيد والإصلاح، التي سيكون لها دور كبير في حسم اسم الأمين العام المقبل.
يتيم والوافي وبوليف.. رفض مطلق
خلال انعقاد لجنة الأنظمة والمساطر التابعة للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية في 15 من أكتوبر الجاري، عبر كل من محمد يتيم، وزير الشغل والإدماج المهني، ونزهة الوافي، كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، ونجيب بوليف كاتب الدولة المكلف بالنقل عن موقف رافض لعودة بنكيران، واعتبروا أن القانون لا يمكن أن يفصل على مقاس الأشخاص، معلنين بذلك تموقعهم إلى جانب الرميد والرباح ضد بنكيران.
الداودي..رفض يتجدد
لا يترك لحسن الداودي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة الفرصة تمر دون أن يعبر عن رأي مخالف لبنكيران، حتى وإن تجنب ذكره بالاسم، فخلافا لتصريحات بنكيران التي تشير إلى وجود أزمة داخل العدالة والتنمية يصر الداودي على نفي وجود هذه الأزمة، كما لا يفوت الفرصة دون الإشادة بالانسجام الحاصل بين مكونات حكومة العثماني، رغم الاعتراض الشديد الذي أبداه بنكيران على مشاركة الاتحاد الاشتراكي فيها.
وتشير المعطيات التي حصل عليها "تيلكيل عربي" من مصادر داخل العدالة والتنمية أن لحسن الداودي عبر في أكثر من مناسبة داخلية عن موقفه الرافض لعودة بنكيران، مضيفة أن الخلاف بين بنكيران والداودي ليس جديدا، إذ أن لحسن الداودي كان من أبرز الرافضين لتوليه منصب الأمانة العامة خلفا لسعد الدين العثماني.
امحمد الهلالي..لسان معارضي بنكيران في الفيسبوك
هو واحد من قيادات حركة التوحيد والإصلاح، الذي كان لبنكيران فضل عليه في تولي منصب مدير الشؤون القانونية بوزارة السكنى وسياسة المدينة في عهد الوزير نبيل بن عبد الله، لكنه ينخرط اليوم وبقوة ضد عودة عبد الإله بنكيران لقيادة المصباح انسجاما مع ما يعتبره وفاء لمؤسسات الحزب ومنهجه، الذي يحصر مدة الانتداب في ولايتين فقط.
لا يتردد الهلالي، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في وصف أنصار عبد الإله بنكيران بالبلطجية ومسربي الأخبار، كما عبر عن رأيه المعارض لعودة بنكيران في الاجتماع الذي عقدته لجنة الأنظمة والمساطر. الهلالي دأب على توجيه انتقادات مباشرة إلى عبد الإله بنكيران، إذ كتب ذات مرة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "من يحب ابن كيران يقول له الحقيقة كما هي لا كما يحب أن يسمعها" ، وأضاف "عندما تحرر ابن كيران من المطيعية، المبنية على الريبة من كل شيء، والشك في الجميع، حرر المنهج، وبنى المشروع، وارتقى إلى زعيم تاريخي، وليس فقط إلى زعيم مرحلة معينة".
بلاجي .. خصومة قديمة
عبد السلام بلاجي، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، وواحد من الجيل المؤسس للمصباح كان من أوائل الرافضين لفكرة التمديد لبنكيران. العارفون بخبايا العدالة والتنمية يقولون إن العلاقة بين بنكيران وبلاجي لم تكن يوما على ما يرام، إذ كثيرا ما كان بنكيران يقف عائقا أمام تولي بلاجي لبعض المسؤوليات باسم الحزب.
بلاجي، اعتبر في تصريح سابق لـ"تيلكيل عربي" أن من شأن استمرار الجدل حول الولاية الثالثة لبنكيران أن يؤدي إلى انفجار الحزب، محذرا من هذا الوضع غير المرغوب فيه.
وقال بلاجي"إنه كان من أوائل الرافضين لفكرة التمديد لبنكيران، لكونها ضد المبادئ الديمقراطية التي بني عليها المصباح، كما أن الحزب تسيره المؤسسات، وليس الأشخاص".
مصطفى بابا.. خصومة منذ 20 فبراير
مصطفى بابا، الكاتب الوطني السابق لشبيبة العدالة والتنمية، واحدا من الذين صوتوا في لجنة الأنظمة والمساطر ضد تعديل المادة 16 من النظام الأساسي لحزب العدالة والتنمية، ولازال يعارض بشدة عودة عبد الإله بنكيران لقيادة الحزب.
علاقة عبد الإله بنكيران بمصطفى بابا، الكاتب الوطني السابق لشبيبة المصباح، و المقرب من عزيز الرباح كانت دائما متوترة، ففي فبراير من سنة 2011 قرر المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية المشاركة في مسيرة 20 فبراير، إلا أن بنكيران وبخ بابا على ذلك القرار، وأصدر قرارا بمنعها من المشاركة. وردا على ذلك، قرر بابا تقديم استقالته من منصبه، قبل أن يتراجع عن ذلك بتدخل من قيادات الحزب، لكن التوتر استمر بينه وبين بنكيران إلى حدود اليوم، ليكون بذلك بابا واحد من الشباب القلائل الذين يعارضون علانية عودة بنكيران لقيادة المصباح.
الشقيري.. لا للمشيخة
أحمد الشقيري الديني، الأستاذ الجامعي للرياضيات، وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، وعضو مجلسه الوطني الحالي لا يخفي بدوره معارضته لفكرة التمديد لبنكيران الشقيري، اقترح على العدالة والتنمية التفكير في إنشاء مجلس حكماء الحزب، يكون له دور استشاري، لأن الجيل المؤسس بعد ولاية أو ولايتين مطلوب منه أن يترك المجال للجيل الثاني، والثالث ليقودوا معركة الإصلاح" وقال الشقيري في تدوينة على الفيسبوك تفاعلا مع النقاش الدائر حول الولاية الثالثة لبنكيران "نحن في الحزب التزمنا الديمقراطية، والمرجعية الإسلامية، وكلاهما يناقض ثقافة المشيخة، والزعامة الخالدة "