اضطر سعد الدين العثماني للخروج عن صمته والرد على ما تداولته عدد من المنابر الإعلامية حول هجومه على الحسين الوردي، القيادي في حزب التقدم والاشتراكية، ووزير الصحة المعفى، وذلك في لقاء مغلق مع شبيبة العدالة والتنمية ببوزنيقة نهاية الأسبوع الماضي. وقبل كتابته للتوضيح، كشف مصدر قيادي من حزب التقدم والاشتراكية، أن رئيس الحكومة اتصل بالأمين العام لـPPS نبيل بن عبد الله، وقال له حرفياً "هدشي كذوب ما قلت والو وغادي ندير توضيح". في المقابل، قالت مصادر من شبيبة "البيجيدي" حضرت اللقاء، لـ"تيل كيل عربي"، إن توضيح العثماني جاء بـ "نصف الحقيقة فقط".
وقال العثماني ردا على الضجة التي أثارتها التصريحات المنسوبة إليه في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "أنفي نفيا قاطعا ما نشره البعض من أني انتقدت الشراكة والتعاون مع حزب التقدم والاشتراكية في اجتماع حزبي، ولم اقل أبدا ان الذي استفاد من التحالف في عهد بنكيران هو التقدم والاشتراكية وليس حزبنا"، مضيفا أن "هذا ليس منطقي ولم يرد قط بخلدي".
وردا على توضيح رئيس الحكومة، اعتبرت مصادر متطابقة من شبيبة العدالة والتنمية، أن نفي العثماني "تضمن جزء من الحقيقة، وقفز على جزء آخر منها"، مشيرة إلى أنه بـ"الفعل لم ينتقد الشراكة والتعاون مع حزب التقدم والاشتراكية، لكنه بالمقابل هاجم الحسين الوردي، واعتبره أسوأ وزير للصحة في تاريخ المغرب".
وقال العثماني رداً على شباب العدالة والتنمية الذين استفسره بعضهم حول أسباب إعفاء الوردي "الوردي أسوأ وزير للصحة في تاريخ المغرب، وكان يشتغل بدون رؤية، خليونا ساكتين".
من جهة أخرى، علم "تيل كيل عربي"، أن نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية تلقى اتصالاً من سعد الدين العثماني، ووعده الأخير بتقديم توضيح حول التصريحات المنسوبة إليه، وهو ما اضطر العثماني لنفي انتقاده لعلاقة التعاون بين الحزبين.
وكشفت مصادر الموقع، أن تسريب خبر انتقاد العثماني للحسين الوردي وضع قيادات شبيبة العدالة والتنمية في حرج كبير، إذ كان مقررا أن يصدروا بيانا ينفون فيه ما نسب لسعد الدين العثماني، بعد الضجة التي أثارتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قبل أن يخرج العثماني بنفسه لتهدئة الوضع، والتأكيد على استمرار العلاقة بين العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية.
في السياق ذاته، اعتبر مصدر قيادي من العدالة والتنمية في اتصال مع "تيل كيل عربي" أن ملاحظات رئيس الحكومة سعد الدين العثماني على تدبير الحسين الوردي لوزارة الصحة ليست جديدة، لكنه لم يكن يتصور أن يصفه بأنه أسوأ وزير في تاريخ المغرب، مشيرا إلى أن العثماني طالما انتقد الإشادة الواسعة لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران بالوردي، الذي كان يعتبره أفضل وزير في تاريخ المغرب، فيما كان العثماني ينتقد عمله باعتباره طبيبا نفسيا، ويعرف مشاكل قطاع الصحة بدقة.
وفي إشارة تحمل أكثر من دلالة نشرت شرفات أفيلال، القيادية في حزب التقدم والاشتراكية، وكاتبة الدولة المكلفة بالماء، صورة لها مع الحسين الوردي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وعلقت عليها بالقول "في حديث مع البروفيسور..ذات اجتماع"، وهو ما لقي إعجابا من قبل متتبعيها الذين أشادوا به، وبالفترة التي قضاها على رأس وزارة الصحة.