هل مياه بحيرة سد سيدي محمد بن عبد الله ملوثة؟ سؤال حاولت الحكومة الجواب عنه، عبر تعبئة مختلف مصالحها، ومن خلال فتح أبواب محطة معالجة مياه السد، الذي يضخ الماء الصالح للشرب إلى قرابة خُمس المغاربة، على طول الشريط الساحلي من مدينة سلا مرورا بالرباط وصولا إلى جزء من سكان مدينة الدار البيضاء.
بعد الضجة التي أثيرت حول تسرب مياه عادمة من سجني "العرجات 1" و"العرجات 2" إلى سد سيدي محمد بنعبد الله، قاد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، صباح اليوم الأربعاء، زيارة لمحطة معالجة مياه الشرب بالرباط، رفقة كاتبة الدولة في الماء شرفات أفيلال، وكاتبة الدولة في البيئة والتنمية المستدامة نزهة الوافي، بالإضافة إلى المدير العام بالنيابة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب عبد الرحيم حافظي، زيارة فتحت خلالها أبواب مختبرات المحطة، للوقوف على مختلف مراحل جلب المياه من السد، تخزينها، تحليلها، مراقبتها، معالجتها، ثم ضخها في قنوات المياه لتصل إلى صنابير المنازل.
العثماني، شدد قبل بداية الزيارة على أنه "لا يمكن التساهل في موضوع يهم صحة المغاربة، لذلك اختارت الحكومة تنظيم هذه الزيارة، للوقوف على العمل الذي يقوم به مهندسو وتقنيو وأطر المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، قصد ضمان جودة المياه".
وتابع العثماني، أن الحكومة عبأت كل مصالحها للتأكيد على أن المياه تتمتع بجودة تتناسب مع ما تضعه منظمة الصحة العالمية من معايير.
بدورها، تحدثت كاتبة الدولة في الماء شرفات افيلال عن توفر محطة المعالجة على شهادتين دوليتين لمطابقة الجودة، واعتبرت أن المياه العادمة التي تسربت إلى السد "تشكل نسبة قليلة جدا بالنظر إلى إجمالي حقينته".
وشملت الزيارة التي استمرت لساعات، مختلف أقسام ومختبرات محطة المعالجة، حيث يتم إجراء اختبارات وتحليلات للمياه القادمة من سد سيدي محمد بنعبد الله.
وقبل الانتقال إلى السد، اختار رئيس الحكومة رفقة الوفد المرافق له، شرب كأس ماء من صنبور يقع بمحطة المعالجة، وصاح قبل ذلك: "هذا هو الما لي كيخرج من هنا أؤكد للمغاربة أنه نظيف ويتوفر على الجودة".
برنامج الزيارة، اختتم بزيارة ميدانية للسد المذكور، حيث تكلف مدير وكالة الحوض المائي عبد العزيز الزروالي، بتقديم شروحات حول المشكل الذي أثار ضجة "تلوث مياه الشرب"، وأقر المسؤول في حديثه للصحافة، بأن نسبة 0.2 في المائة من المياه العادمة تسربت إلى السد من سجني "العرجات 1" و"العرجات 2"، في المقابل اعتبر أن نتائج التحليلة "أكدت أنها لم تؤثر على جودة المياه المخزنة في السد".
وعن التدابير المتخذة لعدم تكرار ما وقع، أوضح الزروالي ل"تيل كيل عربي"، أن محطة معالجة المياه العادمة في سجن "العرجات 1" سوف تنتهي أشغالها بعد قرابة 3 أسابيع، فيما تحتاج الأشغال في سجن "العرجات 2" ما بين 3 إلى 4 أشهر.