أفصح القيادي في الحزب العدالة والتنمية، المقرئ أبو زيد، بصوت مسموع، عن مخاوف أعضاء حزب العدالة والتنمية، وهم يتطلعون إلى انعقاد مؤتمرهم الوطني القادم يومي 9 و10 من شهر دجنبر القادم. مؤتمر يدخله اخوان عبد الإله بنكيران وهم مختلفون حول التمديد له لولاية ثالثة من عدمه. وجاء في كلام أبوزيد إشارة صريحة إلى ما يمكن أن ينتج عن اختيار من يقود الحزب، وما سوف يجره من تداعيات داخلية وخارجية على "البيجيدي".
وبدأ أبو زيد نصائحه في مقال نشر على الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية، اليوم الثلاثاء، بدعوة اخوانه إلى "الإخلاص فيما هم مقدمون عليه، وأن يهديهم إلى الصواب، ويعينهم على التجرد من حظوظ النفس بالنظر إلى المصالح العليا للوطن والأمة طلبا لما فيه خير للحزب وأبنائه. فالعالم يرقبنا بعين الصقر، وبين مترقب لنجاحنا يرجو به سندا، ومتـربص يرجو فشلا يشمته فينا، وعموم ناس يرفعهم نجاحنا ويحبطهم فشلنا، وليكن شعارنا قول المتنبي: ومراد النفوس أكبر من أن نتعادى فيه وأن نتفانى".
وخط القيادي في حزب "البيجيدي"، عبارات تستحضر هواجس ما قد يجره الخلاف القائم بين قياداته اليوم، والتي طالت حتى القواعد، وكتب بهذا الصدد، حول تدبيرها، أنه يجب " الالتـزام بآداب وتقاليد الخلاف المرعية، في نقاشنا واجتماعنا، مع احترام المساطر واللوائح التنظيمية في إدارة مختلف استحقاقاتنا ( لجان، مجلس وطني، مؤتمر...) وأن نحتـرم بعضنا البعض، بعيدا عن لغة التخوين والتراشق بالتهم وسوء الظن، والتصنيفات المغرضة المسبقة، والعبارات المستفزة المجانية".
وناشد أبوزيد مؤتمري العدالة والتنمية بالتعد على تجنب أمرين، هما "رفع الصوت والمقاطعة والتلويح بالأيدي ورفع الشعارات."، و" التهريج الجماعي بالتصفيق دعما أو الصفير رفضا، أو إصدار أصوات والقيام بحركات بهدف التهييج والتجييش ضد أو مع "
ووصف المصدر ذاته، السلوكيات التي طالب بتجنبها، بأنها "تفاهات، تصبح في التجمعات الكبيرة، سلاحا خطيرا يمكن أن يخرج إلى الفوضى أو الفشل لا قدر الله"
–وعن ما قد تفرزه نتائج المؤتمر من اختيار للأشخاص والتوجهات، شدد أبوزيد على اخوانه بالقول: "علينا أن نسلم بالنتيجة، ونطمئن إليها، مادامت حصيلة عمل راشد ونعقد العزم على الالتزام بها، ونعاهد الله على إنفاذها وإقناع من حولنا بأنها أفضل ما تيسر، وفق مبدئنا الذي نفاخر به؛ والقرار ملزم".
ووضع أبوزيد سيناريوهات لما قد تؤول إليه الأمور بعد وصول المؤتمر إلى محطة إعلان نتائجه، ومن بين ما صاغه أن "يفتح الفريق الذي لم يوفق في الإقناع برأيه، وكان التصويت بخلاف ما رأى، بابا من التأويل مفاده: لست ضد نتائج الديمقراطية، لكنني لاحظت (خروقات) و (تغليطات) غررت بالحضور، ودفعتهم إلى التصويت على القرار الخطأ، وليعلم من يفكر بهذه الطريقة، بأن الفريق الآخر لو فشل في الحصول على الأغلبية، فقد يختبئ بدوره خلف هذا التبرير الواهي، خاصة إذا كان الفرق في النتيجة ضئيلا (51% مقابل 49% مثلا) مما يسوغ للحديث عن "انقسام" لا يجوز معه الحديث عن حسم؟ !".
وقال القيادي ذاته، عن "إمكانية حصول الخروقات، بضرورة معالجتها عبر الطعون وفق المساطر، ومن كان مدعيا فعليه بالدليل، وأما التغليطات فمسألة ظنية نسبية ترجيحية، وما تراه أغاليط غررت بالحضور وأثرت على تصويته، هو عند المتدخل رأي واجتهاد ووجهة نظر، قدمها -بكل إخلاص- بين يدي رأيه ليقنع بها المستمعين، ولا يجوز أن نكون أوصياء على حضور يفترض أنهم نخبة اختيرت لتمثل أبناء الحزب جميعا، فنبادر للتشكيك في اختياراتهم بحجة أنهم خدعوا بأغاليط، إلا أن يكون كذبا صراحا وبهتانا عاريا من الصحة، قامت عليه البينة، خاصة في حق الأشخاص والذمم".
وعن الاسم الذي سوف يختاره المؤتمرون لقيادة سفينة "البيجيدي" مستقبلاً، وتبعات هذا الاختيار، قال أبوزيد لإخوانه "علينا أن نتجند جميعا، لتخفيف الآثار الناجمة عن أي من الاختيارين (انتخاب من يجمع في يديه رئاستي الحزب والحكومة معا، أو العكس)، ولكلا الاختيارين آثار جانبية على الحزب، والعلاقة مع الدولة، وعلى الحكومة والعلاقة مع مكونات الأغلبية، وآثار أخرى ينبغي تدبيرها بالتعاون والتكامل والالتحام، والرفق والحكمة والحذر واليقظة، والصدق والصبر".
وحضر أبوزيد إخوانه للاستعداد لـ"تحمل ردود الفعل والتأويلات المغرضة والحملات الإعلامية، من قبيل اتهامنا حسب القرار المتخذ، بالخذلان أو التهور، الاستبداد أو الازدواجية، الخضوع أو الصدامية، أو تلفيق التهم من قبيل وجود صفقات سرية وتسويات خفية، ومؤامرات وهمية. وحذار أن ينجر الفريق الذي لم توافقه الشورى على رأيه، إلى استغلال تلك الأغاليط، للنكوص بالقول: هذا ما كنا وحذر القيادي في "البيجيدي" من مقدمات "الانشقاقات، التي ينتظر بعدها... تجلي نزعة تسلطية، تروم الانفصال، وشق الصف، بشعارات الحركة التصحيحية و تيار الوفاء و مواجهة الخونة ثم الانتهاء إلى نتائج مأساوية تضعف الطرفين". وختم أبوزيد مقاله بالقول: "اللهم إني قد بلغت".