يعتبر أحمد صالح العيسي، أحد أهم مستشاري الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والذي يبلغ من العمر 51، من بين أكبر المستفيدين من حرب اليمن، إذ يصفه منتقدوه بـ"التمساح" أو " القرش"، فقد أصبح يحتل مكانًا يحسد عليه في اقتصاد الحرب التي بدأت في اليمن منذ مارس 2015.
يرى خصوم أحمد صالح العيسي أنه تصيد فرصته عندما اشتعلت الحرب في اليمن، وأصبح من الشخصيات المستفيدة من الحرب الدائرة هناك، بل إنه يسعى إلى أن تتعثر مفاوضات السلام بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي التي تجري بالقرب من ستوكهولم في السويد.
تطور نفوذ العيسى في مدينة الحُديدة المهشمة، التي أنشأ فيها مصحّة ومتاجر ومصنعًا للبلاستيك وناديًا لكرة القدم، حتّى أنه عُيّن سنة 2006 رئيسًا للاتحاد اليمني لكرة القدم.
بعدما أطاح "الربيع العربي" بحكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، اقترب العيسي من الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي انتخب حينها لفترة انتقالية تستمر لسنتين، خصوصًا وأن العيسي وهادي ينحدران من محافظة "أَبْيَن" التي توجد جنوب اليمن.
فرض العيسي نفسه كواحد من أكبر مستوردي المنتجات البترولية في اليمن التي انخفض إنتاجها بشكل ملحوظ خلال الحرب. كما أنه يحتكر تصدير شحنات البنزين إلى ميناء عدن الكبير (جنوب البلاد)، مقابل الحصول على مبالغ تتراوح بين 30 و40 مليون دولار شهريًا، بحسب تقديرات الحكومة اليمنية.
ونقلت يومية "لوموند"، عن العيسي منتقدا لللاتهامات التي وجهت له " أنا أساعد الحكومة، وأقوم باقراضها، ولا يعيدون أحيانا ما بذمتهم إلا بعد مرور ستة أشهر. لا أقوم بذلك من أجل السياسية، بل من أجل بلدي"، مضيفا أنه “لا يستطيع خصومي فعل أي شيء ضدي. يعرفون أن المصفاة معطلة وأن عدن لن يكون لديها كهرباء بدوني. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يتركون ممتلكاتي دون أن يلحق بها أي أذى في المدينة ".
احتكاره لرخص توزيع النفط تتم بشكل قانوني، في الظاهر، لكن خصوم العيسى يقولون، إن الترتيبات تتم لكي ترسو كل طلبات العروض عليه، ويزيدون أنه يستفيد من علاقة نسجها مع أحد أبناء الرئيس، جلال ربو منصور هادي، غير أن العيسى يعترض على ذلك بالقول "جلال لا علاقة له بقضايا الشأن العام، إنه لا يشتغل، ولا يغادر بيته، يأكل وينام، ويزداد وزنا".
ويتحدث العيسي كذلك عن علاقته بالإمارات العضو الفاعل في التحالف العربي، زاعمًا أن “الإمارات لا تحبه لكنها تتعامل معه للتزود بشحنات الوقود مدعيًا أن ذلك يشير إلى أنه الأرخص" ، مختتما كلامه: "كنت رجل أعمال عندما كان صالح في السلطة، واستمررت تحت هادي وبعده سأظل كذلك".
ترجمة بتصرف - عبد العالي الحضراوي