اعتبر وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، أن العالم يتحول إلى التكنولوجيات الحديثة من أجل تطوير الزراعة، مؤكدا على أن المغرب لا يمكنه أن يبقى على هامش التحولات المرتبطة برقمنة النشاط الزراعي.
واعتبر الوزير، الذي كان يتحدث اليوم الخميس، حول الرقمنة في القطاع الزراعي، أن تطور الزراعة وبقاءها مرتبطان بالتوجه نحو الرقمنة، مشددا على أن التكنولوجيا تتيح وسائل مهمة للتطوير في جميع مراحلة سلسلة الإنتاج، خاصة في مجالات المردودية، والجودة والولوج للأسواق والتدبير الفعال للمدخلات والموارد.
وشدد، خلال الندوة التي نظمت على هامش الدورة 14 للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، على أن المتدخلين في القطاع الزراعي من إدارة ومهنيين وشركات خدمات، وشباب وشركات تكنولوجيات صغيرة، وباحثين، مدعوون للتعبئة من أجل إحداث رجة رقمية.
وقال " يجب ألا نخاف من التكنولوجيا" مضيفا "يجب أن نكون طموحين، ونوفر وسائل طموحاتنا"، وزاد قائلا "يجب أن نسمح لأنفسنا بالحلم، لأن التكنولوجيا تتطور بسرعة وبدون حدود".
وأكد على أن الشباب يجب ان يعتبروا الزراعة، في عصر الرقمنة، خيارا للحياة والمسار المهني، حيث تمنح فرصا وإطار مغريا، عكس الأنشطة المضنية والتي لا تتوفر على أية آفاق مستقبلية.
وذهب إلى أن الرقمنة وسيلة للحصول على مردودية أكبر بالنسبة لجميع المزارعين، خاصة الصغار منهم، مشددا على أن الرقمنة ستساعد على تحسين شروط عملهم وظروف معيشتهم.
ومن جانبه، أكد محمد حوراني، الرئيس المدير العام لـ"أش بي إس"، على الفرص التي تتيحها الرقمنة بالنسبة للمزارعين، مشددا على أن هذا التوجه قلب طرق الإنتاج والتسويق ونمط الحياة، خاصة في ظل ظهور شركات صغيرة في هذا المجال.
وشدد رئيس الشركة المدرجة بالبورصة، والمتخصصة في الحلول التكنولوجية، خاصة تلك المتعلقة بالأداء، على أن تدبير الزمن حاسم في التحول الذي تحدثه الرقمنة.
وتحدث محمد فيكرات، الرئيس المدير العام لمجموعة "كوسومار"، عن مشروع الرقمنه الذي شرعت المجموعة المنتجة في السوق في تطبيقه في تعاطيها مع 80 ألف من منتجي المادة الأولية في خمسة مناطق بالمغرب.
وقد أوضح، لـ"تيل كيل عربي"، بأن "الهدف من الرقمنة، هو استعمال التكنولوجيات الجديدة لتجويد وتحسين العمليات الفلاحية وتعزيز الثقة، التي تطرح في بعض الأحيان عندما لا يتم الامتثال لبعض الضوابط. وتتيح الرقمنة شفافية حول المساحات المزروعة والكميات المجمعة والناقلات المستعملة في اللوجستيك.
وأضاف أن الرقمنة "ساعدت على تتبع العمليات من قبل المزارعين ومعمل السكر في كل منطقة، حيث يتوفر على شاشة كبيرة تتيح تتبع كل مرحل الزرع والنمو والقلع".
وأكد على أن الرقمنة أتاحت "تحرير المؤطرين من استعمال الأوراق، فقد جرى التخلي عن استعمال 250 ألف ورقة، والتركيز أكثر على تأطير المزارعين. ونحن اليوم نتوفر على قاعدة بيانات مهمة بفضل الرقمنة، سيتساعد على تحسين أدائنا أكثر".