"وصلنا إلى وضعية صعبة وخطيرة جدا"؛ هذا تصريح وزير التجهيز والماء في حكومة أخنوش، نزار بركة، يدّق به ناقوس خطر "أزمة الماء". والسؤال المطروح هنا: من يتحمل مسؤولية تهديد حياة المغاربة بالعطش؟
المسؤول الحكومي ذاته، في آخر خروج له، يقول إن "نسبة ملء السدود لا تتجاوز 23.5 بالمائة، وهذا قد يهدد بعض المدن المغربية بانقطاع تزويد الساكنة بالمياه، بسبب التراجع غير المسبوق في الواردات المائية".
الحكومة ستُحمل المسؤولية من جديد للاستهلاك اليومي للأسر المغربية، فيما الأرقام الرسمية للمندوبية السامية للتخطيط تكشف عكس ذلك، إذ أعلنت في تقرير أنجزته سنة 2020 أن " الفلاحة القطاع الأكثر استهلاكاً للماء في المغرب بـ 87.8 في المائة من إجمالي الماء المستهلك".
نقص المياه بالمغرب سببه توالي سنوات الجفاف في المغرب، وغياب سياسات فعّالة لإدارة المياه. المغرب اليوم يُعاني من استنزاف الفرشة المائية، بسبب زراعة "البطيخ والأفوكادو"، مما زاد من تعميق أزمة شح المياه وتبعاته الكارثية على المغاربة.
على الرغم من كل التحذيرات، فقد بلغت صادرات المغرب من الأفوكا 54 ألف طن، وذلك في الفترة ما بين يوليوز 2022 إلى ماي 2023. في الوقت الذي كانت فيه الحكومة تدعو المغاربة لترشيد وعقلانية استهلاك الماء لضمان استدامته، يتم تصدير الأطنان من المياه عبر فاكهة "لافوكا" لأوروبا بدون حسيب ولا رقيب".
ولكي نضع الحكومة في الصورة، قبل أن تُطل علينا من جديد بإطلاق حملة تدعو المغاربة لترشيد استعمال المياه في الأعمال المنزلية، (ونحن مع هذا المعطى قَلباً وقالباً)، ولكن نذكرها كذلك، أن كيلوغرام من فاكهة "الأفوكا" يستنزف 1000 لتر من الماء".
وهذا يعني أن الفترة التي قام فيها المغرب بتصدير 45 ألف طن من الأفوكا، بعملية بسيطة قُمنا بتصدير 45 مليار لتر من الماء نحو أوروبا، استنزفت من الثروة المائية للمغاربة، ما يهددهم اليوم بالعطش".
يتطلب الوضع الراهن التدخل السريع والجاد من الحكومة، ووضع الإجراءات اللازمة لتفادي الكارثة، والوقف على مكامن الخلل في تدبير الثروة المائية التي تعاني من الإجهاد، بسبب زراعات فلاحية تستنزف المياه السطحية والجوفية. "البطيخ الأحمر ولافوكا" مثال على الفواكه التي يجب أن تمنع زراعتها بالمغرب".
وختاما، المغرب يجب أن يُطوّر بشكل مستعجل استراتيجيات عملية على المدى القصير والبعيد، والتي يمكن أن تحقق استدامة الموارد المائية، وضمان توفير "الحياة" للأجيال الحالية والمستقبلية.