نسرين مرشيد-صحفية متدربة
بعد الإعلان عن اعتراف بعض الدول الأوروبية بفلسطين دولة مستقلة، اعتبر محللون سياسيون هذه الخطوة دليلا على التغير التدريجي في مواقف الغرب تجاه القضية الفلسطينية، حيث يرون أن هذه الاعترافات قد تكون بداية لموجة جديدة من الاعترافات من جانب دول أوروبية أخرى، في الأيام المقبلة، نتيجة للضغط الذي تمارسه الشعوب المتضامنة مع الشعب الفلسطيني.
وفي هذا الصدد، قال سعيد الصديقي، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله في المغرب، في تصريح لموقع "تيل كيل عربي"، إن "هذا الاعتراف سيعزز مكانتها، على المستوى الدولي. وإذا ازداد عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين، خاصة في أوروبا، فقد يشكل ضغطا على الولايات المتحدة لتتجنب، في المستقبل، استعمال حق الفيتو ضد حصول فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة".
وأعلنت النرويج وإسبانيا وإيرلندا، اليوم الثلاثاء، اعترافها، رسميا، بدولة فلسطين، مما يرفع عدد الدول المعترفة بها من 147 دولة إلى 193 دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واعتبر الدكتور الصديقي أن "هذا الاعتراف الأخير من قبل كل من إسبانيا وإيرلندا والنرويج مهم جدا، من الناحية السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، لأن هذه الدول ستتعامل مع السلطة الفلسطينية باعتبارها دولة. وبالتالي، ستمنحها الحصانات وباقي الامتيازات السياسية والدبلوماسية، وستدخل معها، أيضا، في علاقات ثنائية، على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وغير ذلك. كما ستظهر أهميته أكثر في مرحلة إعادة إعمار غزة، بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي عليها".
وأردف المتحدث ذاته أنه "بالرغم من هذا الاعتراف، إلا أن فلسطين، وإلى حدود الساعة، لها فقط صفة المراقب بالأمم المتحدة"، موضحا أن "هذا الوضع لا يسمح بالمشاركة في التصويت على القرارات أو الترشح للمسؤوليات في أجهزة الأمم المتحدة. ولا يزال الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن هو العائق أمام حصول فلسطين على العضوية الكاملة".