مرت أربعة أيام على دخول شهر رمضان، وما يعرفه من ارتفاع في حجم استهلاك المغاربة لمختلف المنتجات، خاصة الخضر والفواكه واللحوم والأسماك، وعدد من أنواع القطاني التي تستعمل في تحضير وجبات رئيسية خلال شهر الصيام.
"تيل كيل عربي"، قام يوم أمس الأحد بجولة في أربعة أسواق شعبية بالدار البيضاء، في حي سباتة وسيدي مومن والحي الحسني والألفة، ووقف على أسعار مختلف المواد الاستهلاكية، وسأل عدداً من المواطنين الذين اشتكوا من ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية التي يستعملونها في تحضير مختلف الوجبات.
ارتفاع أسعار المنتجات من الخضر والفواكه، يفسره التاجر بالجملة عبد الرحيم عراض، بتلاعبات سماسرة العرض والطلب، ويوضح في حديثه لـ"تيل كيل عربي"، أن وصول المنتجات من يد الفلاح إلى مطبخ المستهلك تمر على الأقل عبر 4 وسطاء، كل منهم يبحث عن هامش الربح، دون احتساب تكاليف النقل والتخزين والتوزيع.
الخضر.. توفر العرض وغلاء الأسعار
سعر الطماطم حسب الجولة التي قام بها "تيل كيل عربي" تراوح بين 4 و6 دراهم للكيلوغرام الواحد، في المقابل يبلغ سعر بيعها اليوم في أسواق الجملة بمدن أكادير وبني ملال ما بين 2 دراهم وخمسين سنتيم و3 دراهم، أي أن هامش الربح فيها يصل إلى الضعف عند بيعها بالتقسيط.
أما سعر الكيلوغرام الواحد من البصل الأحمر، يباع للمغاربة بالتقسيط بسعر يتراوح ما بين 3 و4 دراهم للكيلوغرام الواحد، فيما يبلغ سعره درهم و20 سنتيماً في أسواق الجملة.
وبالنسبة للبطاطس، يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى غاية يوم أمس الاثنين عند بيعها بالتقسيط ما بين 5 و6 دراهم، في الوقت الذي يباع فيه بالجملة بما بين 2 درهم وخمسين سنتيم و3دراهم.
الفواكه.. أسعار حسب الجودة ومناطق العرض
وبالانتقال إلى أسعار الفواكه في الأسواق التي زراها "تيل كيل عربي"، مقارنة بأسعارها في الجملة نجد أنها باهظة الثمن.
سعر القنطار الواحد من البطيخ الأخضر (الدلاح) نزل من 7 مليون سنتيم خلال شهر شعبان إلى 3 مليون سنتيم في اليوم الأول من شهر رمضان، لكن بيعه بالتقسيط لم يتغير ويتراوح ما بين 3 و5 دراهم للكيلوغرام الواحد حسب المنطقة التي يعرض فيها.
بالنسبة لسعر الموز يتراوح بين 10 و13 درهماً، رغم نزول ثمن بيعه في الجملة إلى 8 دراهم مع دخول شهر رمضان، وكان يباع في الجملة إلى غاية منتصف شهر شعبان بـ10 دراهم للكيلوغرام الواحد.
جولة "تيل كيل عربي" في الأسواق أظهرت أن سعر الكيلوغرام الواحد من البرتقال لا ينزل عن 5 دراهم، رغم توفر العرض ووفرة المنتوج هذا العام.
أما "لافوكا" إحدى أهم الفواكه التي يقبل المغاربة على شرائها خلال شهر رمضان، يصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى سعرها يصل إلى ما بين 50 و70 درهماً في بعض نقط البيع بالتقسيط، في المقابل يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد منها ما بين 20 و25 درهماً، حسب الجودة في أسواق الجملة.
ويبقى سعر الكيلوغرام الواحد من التفاح الأكثر غلاءً في الأسواق، وسعره في الجملة وصل اليوم إلى 13 درهماً، ارتفاع سعر فاكهة التفاح مرتبط بتكاليف التخزين والتبريد، نظراً لأنه جني خلال شهر شتنبر من العام الماضي، ولم تدخل الأسواق المغربية إلى حدود اليوم كميات التفاح المستوردة التي تمون السوق الداخلية، كما يتوقع استمرار ارتفاع سعره في غياب المنافسة على التفاح المغربي.
الأسماك.. مضاربات السماسرة والتخزين
أسعار الأسماك ومنذ اليوم الأول من شهر رمضان، أغضبت المغاربة، بعد ارتفاع سعرها إلى مستويات قياسية. في هذا الصدد وقف "تيل كيل عربي" يوم أمس الأربعاء في سوق سباتة، الذي يحتوي على سلسلة من متاجر بيع السمك الطازج على غلاء سعرها، بل وصل ثمن الكيلوغرام الواحد من ثمن السردين إلى ما بين 25 و30 درهماً، أمام قلة العرض وتوفر الطلب عليه.
أحد تجار السمك في السوق قال لـ"تيل كيل عربي"، إنه أصبح يتلقى طلبيات شراء ما يعرضه بالهاتف في الصباح الباكر، وقال: "قبل فتح المحل صباحاً أتوصل باتصالات هاتفية من الزبناء الذين يتخوفون من نفاذ السمك من السوق قبل خروجهم من العمل".
وفسر التاجر ذاته، ارتفاع سعر الأسماك بالمضاربات في السوق، ودخول السماسرة على الخط، بل يعمد عدد منهم إلى تجميد أنواع من السمك وهي "الصول والباجو والسمطة والفرخ والقرب"، وبيعها حين يقل عرضها في أسواق الجملة بأثمنة مضاعفة.
القطاني.. الحمص يلهب جيوب المغاربة
أسعار القطاني بدورها عرفت ارتفاعاً، لكن يظل سعر الكيلوغرام الواحد من الحمص هو نجم غلاء أسعارها، إذ بلغ سعره منذ اليوم الأول من شهر رمضان 30 درهماً للكيلوغرام الواحد، ونهاية شهر شعبان كان سعره 25 درهماً، ولا يتوقع التجار تراجع سعره خلال الأيام القادمة.
أما سعر العدس فبلغ 13 درهماً للكيلوغرام الواحد وسعر الفاصولياء فبلغ 15 درهماً للكيلوغرام الواحد.
أسباب غلاء الأسعار
ويستبعد التاجر بالجملة عبد الرحيم عراض، ارتباط ارتفاع أسعار عدد من المنتجات الاستهلاكية بالاحتكار، وقال: "في 2018 لا يمكن أن نتحدث عن احتكار أي منتج، لأن العرض متوفر، في السابق كنا البعض يستوردون البزار مثلاً بـ10 دراهم للكيلوغرام الواحد ثم يبيعونه بـ100 درهم للكيلوغرام، ما يحدث اليوم هو بفعل المضاربات في السوق التي يقودها السماسرة، وكما قلت لكم في السابق بخصوص الخضر والفواكه يهم كذلك الأسماك والقطاني، بحيث أن تعدد الوسطاء قبل وصول المنتج إلى المستهلك يرفع من سعر المواد الاستهلاكية لأن هامش الربح يكون أكبر، ولا يعتمد فقط على تكاليف التخزين والنقل والتوزيع".
ويشدد عراض على أنه بالنظر إلى الموسم الفلاحي الحالي، وكمية العرض المتوفر في السوق، مثلا الطماطم لا يجب أن يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد منها 3 دراهم عند بيعها بالتقسيط، لكن المضاربات في السوق تضاعف سعرها.
أما بخصوص البرتقال، فيؤكد التاجر عراض أنه متوفر بكثرة في أسواق الجملة، ويجب أن يباع للمغاربة بسعر لا يتجاوز درهمين للكيلوغرام الواحد إلى 3 جراهم.
ويفسر التاجر استمرار ارتفاع سعر الموز بعدم نفاذ مخزون التجار الذين اشتروه بـ10 دراهم عوض 8 دراهم التي يباع بها اليوم في أسواق الجملة بأكادير، كما أن العرض المتوفر من هذه الفاكهة قليل هذا العام، بسبب تضرر محاصيل جهة الغرب التي اشتعلت فيها النيران.
عموماً بالنسبة للفاكهة، يشدد التاجر عبد الرحيم عراض على أن أسعارها سوف تنخفض منتصف شهر رمضان، بسبب دخول كميات أخرى من البطيخ الأخضر الذي يتوقع انخفاض ثمنه، ويرى أن هذا الأخير يساهم دائما في تهدئة لعبة العرض والطلب في السوق بخصوص الفواكه.