في نيو تايبيه قرب العاصمة التايوانية، يشق رجال الإنقاذ طريقهم بين أنقاض مستودع انهار مثل بيت من ورق خلال الزلزال الذي ضرب الجزيره اليوم الأربعاء، ويعد الأقوى منذ 25 عاما.
ويقول ليو الذي يسكن في المنزل المجاور، إنه تم بناء هذا المبنى قبل حوالى ستين عاما وكان يضم مطبعة، مضيفا "كان الأمر أشبه بجبل ينهار".
وتمكن رجال الإنقاذ من انتشال حوالى خمسين ناجيا من تحت الأنقاض، والكتل الخرسانية والقضبان الفولاذية والطوب والأسلاك الكهربائية المتشابكة.
ويقول رئيس البلدية هو يوايه الذي حضر إلى المكان، إن شخصا واحدا فقط أصيب.
وشعر سكان المباني المجاورة بالزلزال الذي بلغت قوته 7,4 درجات ووقع عند الثامنة صباحا (00,00 بتوقيت غرينتش).
وتقول تشانغ وهي امرأة تعيش في مكان قريب "سقطت الكثير من الزينة في المنزل على الأرض، لكن الناس آمنون. كنا محظوظين للغاية".
كما أن كل سكان تايوان شعروا بالزلزال، وبأكثر من مئة هزة ارتدادية طالت بعده هذه الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة.
ولقي تسعة أشخاص على الأقل حتفهم بينما أصيب أكثر من ألف شخص بجروح، وفق حصيلة جديدة صادرة عن السلطات.
وسقط جميع القتلى في منطقة هوالين بالقرب من مركز الزلزال شرق الجزيرة، بحسب الوكالة الوطنية لمكافحة الحرائق.
ومن بين القتلى، ثلاثة لقوا حتفهم على طريق للمشي حيث سحقتهم الصخور، بينما قتل ثلاثة آخرون في سياراتهم التي تعرضت لانهيارات أرضية.
وتظهر صور التقطها أحد ركاب القطار وتحققت منها وحدة التحقيق الرقمية في وكالة "فرانس برس"، سحابة من الغبار الأبيض على التلال الجبلية، ناتجة عن انهيار أرضي بالقرب من طريق ترابي في هوالين.
وفي المنطقة القريبة من منتزه تاركو الوطني، صور سائق أيضا سيارات تخرج من سحابة رمال وغبار.
كذلك، قطعت طريق على الجهة الشرقية للجزيرة، وتحديدا في تايتشونغ ثاني أكبر مدن تايوان.
وقال ووتشين فو مدير مركز تايبيه لرصد الزلازل للصحافيين، إن "الزلزال قريب من اليابسة وضحل. شعر به السكان في كل أنحاء تايوان وفي الجزر"، مضيفا أنه "الأقوى منذ ذلك الذي ضرب الجزيرة في شتنبر 1999".
حينها، أدى زلزال بقوة 7,6 درجات إلى مقتل 2400 شخص، في أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ الجزيرة.
ويتذكر تشانغ قائلا: "كان معظم الناس نائمين (عندما وقع زلزال العام 1999) لكنني لم أكن كذلك، لذلك شعربت به بشكل واضح. كان الأمر خطيرا للغاية وأكثر خطورة بكثير من هذه المرة".
ولكن امرأة تسكن في هوالين نشرت على موقع "فيسبوك"، أنها "شعرت بخوف شديد اليوم، لأن الزلزال استمر فترة طويلة".
وكتبت: "أنا معتادة على الزلازل، لكن هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالخوف الشديد... لم أستطع التوقف عن الارتعاش".
ويظهر أن معايير البناء الصارمة والتوعية الواسعة من الكوارث ساهمت في تفادي كارثة كبرى في الجزيرة التي كثيرا ما تتعرض لزلزال لوقوعها قرب تقاطع اثنتين من الصفائح التكتونية.