حاورتها: Anaïs Lefébure
أجرى الزملاء في "تيلكيل" حوارا مع أسماء أغلالو، عمدة مدينة الرباط، والمنتمية إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، عشية يوم أمس الأربعاء، بعدما أثير موضوع تقديم استقالتها من رئاسة المجلس.
قدمي لنا الأسباب التي دفعتك إلى تقديم الاستقالة من رئاسة مجلس مدينة الرباط؟
أنا بصدد التحضير لتقديم استقالتي، والتي لم يتم بعد المصادقة عليها، والصحافة تعلم بها حتى قبل أن يتم ذلك. إنه أمر لا يصدق!
إذا استقلت، فلأنني أفكر بما هو أفضل لساكنة مدينة الرباط، بالإضافة إلى وجود وضعية يجب حلها.
أنا هنا للعمل من أجل مصلحة السكان، وإذا كان وجودي يعيق ذلك، فإنني أفضل المغادرة. هذا كل شيء.
وهل كان هنالك شخص أو أمر دفعك إلى تقديم الاستقالة؟
لا، لقد فكرت مليا في الأمر، وقمت بتحليل تداعيات هذا القرار قبل تقديم الاستقالة، وقلت إنه سيكون في مصلحة المدينة وساكنتها.
هنالك مشاكل كثيرة داخل مجلس مدينة الرباط، منذ أشهر، كما وجه إليك المسؤولون المنتخبون في المدينة اتهامات بالعمل بطريقة "استبدادية" ومخالفة للقانون، أحيانا...
بصراحة، لقد قمت بأشياء عديدة على مستوى مجلس المدينة، وعملي سيتحدث نيابة عني.
فمنذ وصولي، لم أحقق سوى فوائض على مستوى الميزانية.
لأول مرة، وتحت قيادة نسائية للمدينة، اكتشفنا غشا على مستوى الميزان الذي يتعامل مع حمولة النفايات المنزلية؛ إذ باشرنا إجراءات قانونية بالمحكمة، واستعنا بخبير في الموقع، ليتبين أن الشركة المسؤولة عن العملية كانت تبالغ في تقدير التكاليف، بمساعدة موظفين.
لماذا هاجم الجميع أغلالو؟
السبب بسيط، هو أنها مست بمصالح عدد من الأشخاص.
السنة الماضية، تمكنا من تحقيق أرباح مقدرة في حوالي 12 مليون درهما. بالمناسبة، ما أرسلته إلى صندوق ضحايا زلزال الحوز كان 10 ملايين درهما، وكانت فائضا لدينا؛ بحيث لم يتم احتسابها ضمن الميزانية.
هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أقوم فيها بالسياسة المحلية وأترأس مجلسا، وأعتقد بأنها ستكون الأخيرة. في الحقيقة، أنا فخورة بما قدمته، لكنني لا أستطيع التعامل مع عقلية المنتخبين وإدارة أهوائهم. لهذا، لا أعتقد بأنني سأكرر التجربة، لأنني أعتبرها فشلا بالنسبة لي.
في المقابل، أرى بأن انتصاري الوحيد خلال هاته المرحلة التي قضيتها رئيسة لمجلس مدينة الرباط، هو أنني كنت قادرة على تلبية مصالح سكان العاصمة.
ماهي الإجراءات القانونية التي تلي الاستقالة؟
سيتم قبول الاستقالة والمصادقة عليها، لأنني كنت واضحة عبر الرسالة، وقدمت موقفي بشكل مختصر، وسيعقد المجلس اجتماعا من أجل تحديد الرئيس المقبل لمجلس مدينة الرباط.
ماذا ستفعلين بعد تقديم الاستقالة من رئاسة مجلس مدينة الرباط؟
سأستعيد حريتي.. أنا بحاجة للعودة إلى نفسي، وأن أكون مع عائلتي وأصدقائي، في الفترة المقبلة.
ليس لدي أي طموحات أخرى في الوقت الحالي، كما أنني لا أفكر في أي شيء آخر، لسبب بسيط هو أنني قد خرجت للتو من فشل، وأفضل أن أرتاح قليلا بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من النضال، وثلاث سنوات من التشهير، وثلاث سنوات من التضليل، وثلاث سنوات من الهجوم على المرأة التي قادة مجلس المدينة، وثلاث سنوات من مواجهة العديد من الملفات القذرة… اليوم أنا بحاجة لأكون بعيدة عن كل هاته الأشياء.