أفيلال (2): محنوني وشوهوني بسبب "جوج فرانك"

شرفات أفيلال / صورة: تنيوني
أحمد مدياني

* ما هو رد شرفات أفيلال على من يقول إننا أمام حكومة بدون جدوى ولا ينتظر منها أي شيء؟

صعب القول إن الحكومة لا ينتظر منها أي شيء. نحن في مرحلة بداية الولاية الحكومية الحالية، وستة أشهر فقط عمر عملها، لذلك يجب أن نترك لها الفرصة على أساس تعاقدها مع الشعب المغربي، وأمام المؤسسة التشريعية على أساس البرنامج الحكومي. فرصة محاسبة الحكومة قادمة، لكن يجب أن ننتظر اشتغالها على التعهدات المرتبطة بأرقام ومشاريع وعدت بتنفيذها.

*خلال تقديم الحصيلة الحكومية ظهر مصطلح الانسجام على لسان زعماء الأحزاب أكثر من الحديث عن الحصيلة. هل نحن أمام أغلبية غير واثقة من انسجام مكوناتها؟

ليست هناك أزمة. ما وقع أن تركيبة الحكومة والوقت الذي استغرقته لتشكيلها، تركا انطباعاً عند الرأي العام بأنه ليس هناك انسجام، هذا الأخير لا يمكن أن يكون تاماً، وإذا قلت ذلك أكون بالغت في الوصف، لأنه من الطبيعي أن يقع اختلاف والمرور بفترات عصيبة، وهذا أمر عادي، نحن أمام حكومة مشكلة من ستة أحزاب.

*حضور بنكيران القوي تواصليا عندما كان رئيساً للحكومة فرض إجراء مقارنة بينه وبين رئيس الحكومة الحالي سعد الدين العثماني. اشتغلت مع الرجلين. هل يمكن أن ترصدي لنا أوجه الاختلاف بينها؟

لا يمكن أن أقوم بالمقارنة بين الشخصين. المهم نحن أمام مؤسسة.

*أنت عضوة بحزب التقدم والاشتراكية الذي أصبح يوصف عند عدد من المتتبعين بأنه يعيش تحت عباءة العدالة والتنمية. ما مدى صحة هذا القول من وجهة نظرك

إطلاقاً. حزب التقدم الاشتراكية لا يمكن أن يعيش تحت ظل حزب آخر. نحن تنظيم مستقل ويتخذ قرارته باستقلالية، وأثبت أنه على نفس المسافة من جميع الأحزاب، ولن نكون يوما ذيلا أو تابعاً لأي حزب، وإذا أصبحنا يوماً كذلك، أول من سوف تنتفض هي أنا. ما يجمعنا مع العدالة والتنمية حكومة سابقة وحالية، مؤطرة بميثاق للأغلبية، وبرنامج حكومي. وباستثناء هذا، نختلف في مجموعة من الأمور حتى المبدئية منها دون أن أشير إليها بصفة مباشرة.

نحن لم نكن تابعيين حتى لمن تجمعنا معهم إلى حد كبير نفس الخلفيات السياسية والإيديولوجية، واختلفنا مع أسرة اليسار في فترات حرجة جداً. وإن كنا حزباً صغيراً بمنطق الانتخابات، فإننا مدرسة فكرية ومرجع مهم في الساحة السياسية المغربية، ولا يمكن أن يأتي أي أحد ويقول هكذا بجرة قلم نحن تابعون لأي كان.

*دائما يربط اسم النساء داخل الحكومة إما بكتابة الدولة أو وزارة التضامن والأسرة. أليس للمغاربة كفاءات نسائية قادرة على تحمل حقائب وزارية في قطاعات مهمة؟

للأسف الحكومة الحالية فيها وزيرة واحدة و8 كاتبات للدولة، ومن يتحمل المسؤولية هنا، هي الأحزاب السياسية التي قادت مفاوضات تشكيل الحكومة، يمكن أنهم لم ينتبهوا حتى دخلنا عند صاحب الجلالة لتعيين الحكومة "عاد قالو أين هن النساء".

الكفاءة موجودة عند النساء، ويمكن تدقيق المسار المهني والأكاديمي عند كل واحدة منا، وسف تجد أننا لسنا أقل كفاءة من الرجال، يحتجن فقط لفرصة كي يظهرن أن عملهن فيه إضافة للعمل الحكومي. نحن نقوم بدورنا.

*كيف ترين العنف المتصاعد ضد المرأة خاصة في الفضاءات العامة. ولماذا تأخر قانون حماية المرأة من العنف كل هذا الوقت؟

نبهنا منذ 10 سنوات إلى أن تصاعد العنف ضد المرأة سوف يصل إلى مستويات خطيرة، وناضلنا داخل التنظيمات السياسية لإقرار قوانين تحمي المرأة من جميع أنواع العنف بداية من اللفظي ووصولا إلى الجسدي، لكن كنا نواجه بقولة خاطئة وهي "بغيتو تخرجو لينا على النساء ديال المغرب".

اليوم وصلنا إلى تسجيل نسبة تقارب 60 في المائة من النساء المغربيات يتعرضن للعنف، وهذا ما يظهر فقط، أما ما خفي فأكيد أنه أخطر. نتوفر اليوم على دستور يقر بالمساواة بين الرجل والمرأة ، ومؤسسة ملكية صارمة في انصاف المرأة ورفع كل قيود التمييز عنها، لكن في المقابل نجد أن كل ما يمارس في الفضاء العام وداخل مقرات العمل والإدارة، يطرح تساؤلا وجيها : إلى أين نتجه؟

*الحكومة تتحمل مسؤولية كبيرة في تأخر خروج قانون حماية المرأة من العنف

قانون العنف الذي نتحدث عنه، لم يكن مقبولا في مجمله، ولكن خضنا صراعا داخل الحكومة رفقة الوزيرة بسيمة الحقاوي في وقت سابق، لكي يخرج، وإن لم يأت كما كنا نطمح إليه، لكن يمكن تعديله لأنه خاضع لدورة الحياة.

*كيف يمكن تفسير الممانعة ضد قانون مضمونه حماية المرأة؟

ليست هناك ممانعة بقدر ما توجد طموحات وانتظارات متفاوتة بين أغلب المتدخلين فيه. الحركة النسائية تريد قانوناً قوياً على عدة مستويات، وآخرون يرغبون فقط في إنزال قانون بالتدرج، كما هناك من يقول إنه لا حاجة لنا به. أنا أقول  يجب أن يخرج أولاً، ثم يمكن أن نراجعه فيما بعد، المهم هو الانطلاقة وتفعيله.

*شرفات أفيلال من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك. ماذا استفدت منه وماذا خسرت؟

هو سلاح ذو حدين. يوفر لك التواصل مع الأصدقاء واطلاعهم على جديدك وتحركاتك كما يوفر لك إحياء علاقات مع أصدقاء لم تلتقهم منذ سنوات، لكن يجب أن يحتاط منه مستخدموه، وأنا مررت من تجربة سرق فيها حسابي و"محنوني فيه وشوهوني" (ضاحكة). اخترت سياسة القرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي في بداية الولاية الحكومية السابقة، ما جعلني أعيش تجربة "جوج فرنك" عن قرب. وتعلمت من هذه الأخيرة أن أتعامل معه بحذر كبير.