أشاد رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب بموقف المغرب من المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، وتعامله الحازم مع أنشطة منظمة عبد الله غولن، التي تتهمها السلطات التركية بتدبير المحاولة الانقلابية، وتصنفها منظمة إرهابية. جاء ذلك، خلال مباحثات أجراها المسؤول التركي رفقة وفد برلماني من بلاده مع حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين على هامش مشاركته في المؤتمر الرابع عشر لاتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي.
وقال شنطوب "إن المغرب من البلدان التي فهمت مدى حساسيتنا بشأن منظمة فتح الله غولن الإرهابية"، مضيفا أن قيادة بلاده تقدم الشكر للمغرب لقيامه بإغلاق المؤسسات التعليمية التابعة لمنظمة غولن. وأضاف رئيس البرلمان التركي "إن هذه المنظمة الإرهابية أصبحت أداة في يد استخبارات عالمية، وأصبحت تشكل تهديدا لكثير من الدول الأخرى".
دعوة الملك لزيارة تركيا
من جهة أخرى، أبلغ رئيس البرلمان التركي رئيس مجلس المستشارين المغربي تحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للملك محمد السادس، كما جدد دعوته له ط لزيارة تركيا"، وقال "إن الرئيس رجب طيب أردوغان سبق أن بعث كبير مستشاريه للمغرب، وبلغ من خلاله دعوة الملك محمد السادس لزيارة تركيا، كما أن أردوغان مستعد لزيارة المغرب في حالة تلقيه دعوة مماثلة".
موقف ثابت من الوحدة الترابية
وجدد رئيس البرلمان التركي موقف بلاده من النزاع في الصحراء المغربية. وقال شنطوب "‘إن تركيا لن تسمح أبدا بوجود أي نشاطات معادية لمصالح المغرب ووحدته الترابية على أراضيها".
وأعلن المسؤول التركي دعم بلاده لجهود الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل يرضي كافة الأطراف بشأن نزاع الصحراء، لكنه جدد التأكيد على حق المغرب في الحفاظ على وحدته الترابية.
دعوة لتعزيز العلاقات
واعتبر رئيس البرلمان التركي أن العلاقات المغربية التركية على المستوى الاقتصادي لا تعكس حجم وقوة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وعلاقاتهما التي تعود لـ500 عام. وأوضح رئيس البرلمان التركي أن هذه المباحثات يجب أن تترجم إلى إجراءات عملية بين المستثمرين الأتراك والمغاربة، مشيرا إلى أن تركيا تقدر أهمية المغرب في القارة الإفريقية، وقال "إن تركيا تريد الارتقاء بعلاقاتها مع المغرب في إطار شراكة نموذجية عنوانها رابح رابح". وأضاف "صحيح أن تركيا ليست هي المستثمر الأكبر في إفريقيا، لكن الاستثمارات التي نقوم بها تشغل أكبر عدد من العمال، وهذا عائد لكوننا ننطلق من مفهوم أساسي عنوانه إقامة شراكة عادلة". وتابع "لقد عملت الدول الغربية على استنزاف خيرات الدول الإفريقية، لكن تركيا تريد أن يستفيد الجميع، وأن تستفيد الشعوب"، مؤكدا أن ما يجب أن يسود مستقبلا هو التوزيع العادل للخيرات، وهذا موجود في ثقافتنا، كما هو موجود في الثقافة المغربية كذلك".
من جهة أخرى، تطرق المسؤول التركي إلى قرار المغرب القاضي بتعليق الإعفاءات الجمركية المنسوجات التركية، وكذا فرض رسوم على الواردات التركية من الثلاجات والصفائح الحديدية.
واعتبر المسؤول التركي أنه رغم سلبية هذه الإجراءات التي قام بها المغرب، إلا أن حجم المبادلات التجارية بين المغرب وتركيا ظل في ارتفاع، داعيا إلى تجاوز هذه العراقيل.