عاشت ثانوية الخوارزمي التأهيلية في مدينة تالسينت التابعة ترابيا لإقليم فكيك، ليلة الإثنين الماضي، على واقعة اقتحام قاعة الفلسفة، وإحراق جميع الكتب المتواجدة بها.
في هذا الصدد، قال عبد الكريم سفير، الكاتب العام للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، اليوم الجمعة: "تلقينا هذا الحدث بصدمة كبيرة، ليس عند الجمعية أو المشتغلين في الفلسفة بل المجتمع ككل، لأنه فعل غريب، وغير مسبوق".
وأضاف المتحدث ذاته، أن "إحراق كتب الفلسفة، ومهاجمة مؤسسة عمومية، وكسر النافذة والدخول إليها، يطرح علامة استفهام كبيرة، كأن البعض لا زال عنده مشكل مع الفلسفة".
ولفت أن "الفعل وصل إلى مستوى حرق الكتب، وهذا فيه رمزية، كبيرة وترجع بنا إلى أحد المشاهد، وهو حرق كتب ابن رشد في الأندلس، بيننا 8 قرون، وننتظر التحقيقات".
في السياق ذاته، حكى رضوان بويمتغان، أستاذ الفلسفة، أنه "منذ سنتين، ونحن نعمل على تزيين قاعة الفلسفة وتجهيزها بلوحات فنية وصور الفلاسفة، والحضارات الانسانية على مر التاريخ".
وتابع المدرس في نفس الثانوية أن "الخزانة تضم كتبا متنوعة (قواميس بمختلف اللغات، كتب فلسفية، كتب أدبية وشعرية، وروايات...)، فما كان من شردمة مجهولة إلا أن تقدم على اقتحام القاعة عبر النافذة وسرقة أزيد من مائتي كتاب ثم إحراقها".
وأوضح صاحب المبادرة أن هذا التصرف "حرم المتعلمين من المطالعة وخربوا ما كنا نطمح لجعله فضاء للمعرفة والفكر، وكل الإدانة لهذا العمل الشنيع، والخزي للأيادي التي تطاولت وخربت وأحرقت".
وأفاد مصدر لـ"تيل كيل عربي" أن "التخريب لحق فقط قاعة الفلسفة المتواجدة بالمدرسة، والولوج عبر نافذة القسم ليس سهلا بسبب تواجد سياج حديدي يحيط بها، مما يعني إستعانة المهاجمين بأدوات من أجل كسرها".