تيلكيل عربي - أديس أبابا
"قيادة التغيير داخل مفوضية الاتحاد الإفريقي لخدمة اتحاد إفريقي أكثر كفاءة وتأثيرا"، هكذا وصفت مجلة "Hommes d’Afrique" لطيفة أخرباش، السفيرة المغربية السابقة، والشخصية التي تمتلك خبرة واسعة في الدبلوماسية والشؤون الدولية والقيادة التحويلية، إلى جانب التزامها بالشفافية والحكم الرشيد، وتمكين النساء والشباب في إفريقيا، كما جاء في المجلة.
وفي عددها لشهر فبراير الجاري، سجلت المجلة، في ملف خصصته للمرشحة المغربية البارزة لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، أنه بفضل أكثر من 20 عاما من الخبرة في مجالات الحكومة والعلاقات الدولية، تجسد أخرباش شخصية القائدة ذات الرؤية المستقبلية، المكرسة لمستقبل إفريقيا.
مسيرة دبلوماسية وسياسية نموذجية
سلطت "Hommes d’Afrique" الضوء على المناصب المرموقة التي شغلتها أخرباش طوال مسيرتها المهنية، لاسيما منصب كاتبة الدولة في الشؤون الخارجية؛ حيث ساهمت، بفعالية، في تعزيز الطموحات الدبلوماسية للمملكة المغربية على الساحة الدولية، مبرزة أن ولايتها تميزت ببراغماتية نادرة وقدرة استثنائية على بناء الجسور بين الدول والثقافات.
وأبرز المصدر نفسه أنها كسفيرة، دافعت المرشحة المغربية، بنجاح، عن مصالح المغرب، وعملت على تعزيز العلاقات مع الشركاء الأفارقة والدوليين، مشيرا إلى أنها حازت على اعتراف واسع من زملائها، بفضل خبرتها في الدبلوماسية متعددة الأطراف وإدارة الأزمات.
وتابع أنه "بالإضافة إلى مهامها الدبلوماسية، قادت أخرباش مؤسسات وطنية وقارية؛ مما يدل على قدرتها الفريدة على تحويل الأفكار إلى أفعال ملموسة، لافتا إلى أن "هذا النهج القيادي التحويلي كان مفتاح نجاحها في إدارة الإصلاحات الكبرى على المستويات الوطنية والدولية. لقد كان التزامها بالحكم الرشيد والشفافية سمة مميزة لمسيرتها المهنية".
رؤية مستقبلية للاتحاد الإفريقي
وأضافت المجلة النيجيرية أن لطيفة أخرباش تسعى إلى المساهمة الفعالة في إصلاح مفوضية الاتحاد الإفريقي، بهدف تحويلها إلى مؤسسة أكثر كفاءة وتأثيرا؛ وكمثال على ذلك، تعزيز استقلالية الاتحاد المالي، من خلال تنفيذ آليات تمويل مبتكرة وتحسين استخدام الموارد الداخلية.
وسجلت أن "الشفافية والإدارة المالية الصارمة ستكون في صميم أجندتها. ومن وجهة نظرها، فإن اتحادا إفريقيا يتمتع باستقلالية مالية سيكون قادرا، بشكل أفضل، على تنفيذ مهامه وتحقيق تطلعات القارة".
كما تهدف أخرباش إلى "تعزيز قدرات الاتحاد في اتخاذ القرار وتنفيذ السياسات. فهي تقترح إنشاء نظام لجمع وتحليل البيانات الاستراتيجية للتمكين من اتخاذ قرارات سريعة ومدروسة ومنسقة. بالإضافة إلى ذلك، تخطط للاستفادة من الرقمنة لتحسين كفاءة وشفافية هياكل الاتحاد"، وفق "Hommes d'Afrique".
الشباب والنساء في صميم أجندتها
وأبرزت المجلة أن الشباب الأفارقة والنساء الإفريقيات أمران يشغلان مكانة بارزة في برنامج المرشحة المغربية، موضحة أنها تؤمن بأهمية تعزيز العلاقة بين الاتحاد الإفريقي وهذه الفئات الديموغرافية الرئيسية. كما تسعى إلى تسهيل المشاركة الفعالة للشباب والنساء في أجندة 2063، وهو إطار طموح مصمم لتحويل إفريقيا، بحلول عام 2063.
وتابعت أن برنامجها يتضمن حملات توعوية تستهدف الشباب والنساء، وتشجع على زيادة مشاركتهم في عملية التنمية في القارة، فضلا عن سعيها إلى تعزيز إدماج الشباب والنساء في عمليات صنع القرار، من خلال تعزيز التآزر بين هياكل وشبكات الاتحاد المختلفة.
دفاع شرس عن حقوق المرأة
ووصف المصدر ذاته لطيفة أخرباش بـ"المدافعة الشرسة عن حقوق النساء الإفريقيات"؛ حيث إنها طوال مسيرتها المهنية، لم تدافع فقط عن إدماج أكبر للنساء في هيئات صنع القرار، بل عملت، بلا كلل، أيضا، لتعزيز صورة إفريقيا على الساحة العالمية".
كما أبرز أن التزامها بحقوق المرأة لا ينفصل عن دفاعها عن تمكين النساء، وتعزيز المساواة بين الجنسين، ومكافحة التمييز.
وأضاف: "في قارة، غالبا، ما يتم فيها تهميش دور النساء، تعد لطيفة أخرباش نموذجا للنجاح. وتمثل رحلتها دليلا على الإمكانات غير المستغلة للمرأة الإفريقية".
الخبرة في خدمة الإصلاح
وأفادت المجلة بأن إحدى الركائز الأساسية في أجندة لطيفة أخرباش هي التزامها بتنفيذ إدارة موارد بشرية مثلى داخل الاتحاد الإفريقي. فهي تقترح تخطيطا دقيقا لاحتياجات هياكل الاتحاد لضمان تحقيق أداء فعال يعتمد على الجدارة والكفاءة. كما تسعى إلى تبسيط توزيع المهام بين هيئات الاتحاد، للقضاء على أوجه القصور التي تعيق كفاءة المنظمة.
وأشارت إلى أن برنامجها يتضمن إنشاء آلية شاملة لمراقبة وتقييم أداء مشاريع وبرامج الاتحاد؛ مما يضمن تحقيق الأهداف في الوقت المحدد، وبالنتائج المرجوة. لذلك، تشدد على أهمية تنفيذ السياسات العامة، وقياس نتائجها.
قيادة متماشية مع أهداف الاتحاد الإفريقي
واعتبرت "Hommes d'Afrique" أن برنامج لطيفة أخرباش يتماشى، بالكامل، مع أهداف إصلاح الاتحاد الإفريقي. وتعتمد رؤيتها الاستراتيجية على نهج متكامل يعزز التنسيق بين إدارات وهياكل الاتحاد المختلفة؛ بحيث تعتبر أن اتحادا إفريقيا أكثر كفاءة وتماسكا سيمكن القارة من أن تكون لاعبا رئيسيا على الساحة الدولية، قادرا على مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للقارة.