أعلنت إسرائيل وتركيا، اليوم الأربعاء، استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بشكل كامل، وعودة السفيرين اللذين استدعيا عام 2018، بعد مقتل متظاهرين فلسطينيين في غزة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، أن حكومته ستستأنف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع تركيا بعد سنوات من التوتر بين الدولتين.
وقال في بيان: "تقرر مرة أخرى رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى العلاقات الدبلوماسية الكاملة، وإعادة السفراء والقناصل العامين من البلدين".
وأضاف أن "إعادة العلاقات مع تركيا مكسب مهم للاستقرار الإقليمي ونبأ اقتصادي مهم جدا لمواطني إسرائيل".
وفي أنقرة، صرّح وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحفي، أن تركيا "لن تتخلى عن القضية الفلسطينية" على الرغم من استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل.
وشهدت العلاقات بين إسرائيل وتركيا تحولا في الآونة الأخيرة، بعد زيارة الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، لتركيا، في مارس، في أول زيارة لرئيس إسرائيلي إلى هذا البلد منذ 2007.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي تقيم بلاده علاقات وثيقة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، منذ 2007، أن اللقاء يمثل "نقطة تحول في علاقاتنا".
وقام وزير الخارجية التركي بزيارة نادرة إلى القدس، في نهاية ماي، في إطار تحسين العلاقات الدبلوماسية.
وبدأت العلاقات الثنائية التدهور في 2008، بعد عملية عسكرية إسرائيلية في غزة؛ حيث جمّدت العلاقات بين البلدين بعد أزمة العام 2010، عندما قتل عشرة مدنيين أتراك في هجوم إسرائيلي استهدف السفينة "مافي مرمرة" التي كانت في طريقها لخرق الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأبرم اتفاق مصالحة في 2016، الذي شهد عودة السفراء. لكنه انهار تقريبا في 2018-2019، بعد مقتل أكثر من مئتي فلسطيني من قطاع غزة برصاص القوات الإسرائيلية خلال الاحتجاجات الحدودية.
وبدأت المصالحة بعد أن تولى إسحاق هرتسوغ منصبه، في يوليوز 2021، والذي قال، اليوم لأربعاء، إن التجديد الكامل للعلاقات "سيشجع علاقات اقتصادية أكبر وسياحة متبادلة، وصداقة بين الشعبين الإسرائيلي والتركي".
وعلى الرغم من الخلافات الدبلوماسية في السنوات الأخيرة، استمرت التجارة، وظلت تركيا وجهة مفضلة للسياح الإسرائيليين.
وأعرب إردوغان عن استعداده "للتعاون مع إسرائيل، في مجال الطاقة ومشاريع أمن الطاقة"، مع احتمال نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا، في وقت تثير الحرب في أوكرانيا مخاوف بشأن الإمدادات.
من جهتها، قالت الرئاسة الإسرائيلية، في بيان لها، إن الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، شكر الرئيس إردوغان على جهوده لتحييد الأنشطة الإرهابية على أراضيه. لكنه أضاف أن "التهديد لم يزل بعد، ويجب الاستمرار في بذل الجهود لمكافحة الإرهاب".
كما ذكرت الرئاسة الإسرائيلية أن هذا التعاون الأمني "يعزّز الثقة بين الحكومتين والشعبين".