صنع المدرب المغربي الحسين عموتة، أفراح الكرة الأردنية، بوصول منتخب"النشامى" إلى المباراة النهائية لمسابقة كأس آسيا، لأول مرة في تاريخه.
ووحد عموتة الأردنيون والعرب خلفه، بعد الإقناع نتيجة وأداء للمنتخب الأردني خلال البطولة القارية التي تستضيفها قطر إلى غاية 10 فبراير الجاري.
"تيلكيل عربي" تواصل مع نخبة من الإعلاميين في الأردن، والذين نوهوا بدورهم بالعمل الكبير الذي قام به عموتة منذ توليه مهمة قيادة المنتخب الوطني للأردن في يونيو 2023، والوصول به إلى نهائي كأس آسيا، الذي جمع أقوى وأبرز منتخبات القارة.
الإعلامي واللاعب السابق بصفوف المنتخب الأردني مهند محادين
مهند محادين، النجم السابق في صفوف المنتخب الأردني والإعلامي بقناة المملكة، وصف ما حققه الحسين عموتة وطاقمه المُساعد، بالوصول إلى نهائي مسابقة كأس أسيا بالإعجاز.
وتابع محادين في تصريح لـ"تيلكيل عربي":"نتمنى له الحصول على اللقب مع الأردن لأنه قادر بهذا المنتخب الذي قدمه خلال البطولة على تحقيق ذلك".
وشدد الإعلامي الأردني بقناة المملكة، على أن الإطار المغربي تمكن من تقديم منتخب بصورة هجومية، وهو شيء لم يعتد عليه المتابعين سابقا، كما أن عموتة منح "النشامى" جرأة بالمستطيل الأخضر ومنتخبا يلعب بطريقة مباغثة.
وعن كلمة السر في "كوتشينغ" عموتة قال:"كلمة السر كانت عدم المبالغة في احترام الخصوم..نعم نحترم الجميع لكن ليس بشكل مبالغ فيه، وهو ما قاله المدرب في آخر تصريحاته، لقد استطاع أن يُخرج من اللاعبين%200 من قدراتهم وجودتهم، واشتغل على إمكانياتهم بتغيير طريقة اللعب، لنرى منتخبا ممتعاً ويلعب كرة سريعة ويخلق الفرص..الاحصائيات قال كل شيء".
مهند محادين أشار إلى أن المنتخب الأردني حسب رأيه، قادر الان على اللعب أمام أي منتخب كبير عالمياً بكل ثقة، بعد الصورة التي قدمها ببطولة من قيمة كأس اسيا.
وبخصوص توقعاته بشأن وصول منتخب بلاده إلى نهائي الكأس، استطرد قائلاً:"أنا من بين الأشخاص والاعلاميين القلائل الذين آمنوا بضرورة تغيير الفكر التدريبي للمنتخب الاردني مع احترامي الكامل للطاقم الفني السابق،
لكن كنت أرى أنه بوجود جيل مميز للاعبين، نحن بحاجة لتغيير الفكر التدريبي بمدرسة اخرى، واختيار المدرسة المغربية جاء مباشرة بعد حصول المغرب على المركز الرابع بكأس العالم وكل ما قدمه بالبطولة العالمية من مباريات كبيرة".
وشدد المتحدث ذاته، بأنه لم يحمل عموتة مسؤولية الهزائم بالمباريات الودية بعد توليه تدريب الأردن، لاعتبارات عديدة أبرزها، أن كل إطار فتي يرغب في التجريب ومعرفة إمكانية لاعبيه في جميع المراكز.
وعلق:" شخصياً، رأيت بصيص أمل قوي في مباراة التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم أمام المنتخب السعودي.. المنتخب الاردن وبالرغم نت الهزيمة قدم واحد من أجمل المباريات ميدانيا من ناحية الأداء، ومن ناحية نقل الكرة على الأرض.. الاستحواذ والجرأة كانت كبيرة، تابعنا منتخباً ممتعا على غير العادة، فالسعودية لم تكون أفضل منا، والأهداف التي تلقيناها كانت بسبب أخطاء فردية".
ونوه المدافع السابق في صفوف المنتخب الأردني، باختيار الحسين عموتة لمواجهة منتخب اليابان قبل 5 أيام على أول مباراة بكأس اسيا، مخالفاً المدربين الذين يفضلون أن يكون اللقاء التحضيري قبل أي منافسة أمام خصم سهل.
"لقد انهزم الأردن في المباراة بستة أهداف مقابل واحد، بكل صراحة أيدت هذا النوع من المباريات، لقد اشتغل على نظرية محتلفة عن باقي المدربين، عموما المدربين يختارون مباريات سهلة، لكن عموتة اختار مواجهة صعبة وجرب تقريبا 22 لاعبا وأدخل المجموعة في جو كأس آسيا قبل كل المنتخبات، وعود لاعبيه على سرعة نقل الخطوط"، يضيف
واعترف محادين بأنه لم يتوقع وصول منتخب بلاده إلى المباراة النهائية بكأس اسيا، رغم أنه امن بالمجموعة والمدرب منذ البداية، مشددا على أن عموتة فاجئ الجميع بهذا الإنجاز، وجعل المنتخب الأردني أن يكون أحد كبيري القارة الاسوية وليس من بينها فقط، والجميع سعيد جدا بما حققه الإطار المغربي مع "النشامى".
وختم الإعلامي الأردني حديثه، بالتأكيد على أن عموتة شخص يستحق التقديم والاحترام، بعد أن تعرف عليه عندما حل ضيفا ببرنامجه الرياضي :"مدرب متواضع..لديه انضباط شخصية وكاريزما، كما أنه منفتح على جميع الأراء.. قامة فنية كبيرة ولديه رؤية وطموح ويريد النجاح وهو شيء مهم..نفتخر بوجود مدرب مغربي مثله يحققه هذه النجاحات ويقدم فكرا كرويا جديدا".
الاعلامي الرياضي عبد الحميد العداسي
وقال عبد الحميد العداسي، واحد من أبرز الصحفيين الرياضيين في الأردن، إن عموتة استطاع تغيير النمط التكتيكي للمنتخب منذ وصوله لقيادة المجموعة، وحافظ على هدوئه طيلة فترة التحضيرات لمسابقة كأس آسيا، والتي أسالت الكثير من المداد بخصوصها.
وشدد العداسي على أن عموتة بقي وفيا لشخصيته الهادئة والصبورة، ولم يتأثر بالانتقادات التي لاحقته في تلك الفترة، بسبب النتائج" المتذبذبة" رفقة النشامى، كما استطاع إيصال فلسفته إلى اللاعبين وفكره التدريبي.
واعتبر الإعلامي الرياضي أن "الغرينتا" وروح المنتخب ودعم الجمهور، بالإضافة إلى العمل الذي قاده عموتة، كانوا وراء تحقيق إنجاز وصول الأردن إلى المباراة النهائية لكأس آسيا.
وتابع قائلاً:" يبدو أن عموتة الذي حقق القابا عديدة كلاعب و مدرب عينه الان على اللقب الآسيوي، فمن حقق اللقب القاري في الشان مع المنتخب المغربي للمحليين قادر على صنع التاريخ قاريا ايضا مع المنتخب الاردني للكبار".
الإعلامية الأردنية ديما السائح
أما الإعلامية ديما السائح، فقد ركزت خلالها تصريحها للموقع، على "الروح" التي منحها الحسين عموتة للمنتخب الأردني وتلك الدفعة التي وصلت بـ"النشامى" للمباراة النهائية.
وقالت:"بالنسبة لعموتة يحسب له بعيدا عن كل ما هو تقني تلك الروح التي منجها للمنتخب.. البطولات المجمعة من قيمة كأس اسيا، الأساسي فيها الروح حسب رأيي، فمنذ عزف النشيد الوطني تبدأ المباراة".
وتابعت:"سواء الحسين عموتة أو الركراكي خلال كأس العالم... روح المجموعة كان لها الكلمة الأخيرة، بالإضافة للأمور التقنية وغيرها من التفاصيل، هذه الروح تميزنا بها ولم نحس الأمر مع عدد من المنتخبات المشاركة بالبطولة، والدور كان كبيرا للمدرب".
السائح قالت إن المغاربة معروفين بميزة الاشتغال على هذا التفصيل وليس الاكتفاء فقط بما هو كروي، وهو شيء يحسب لعموتة الذي صنع إنجازا بقيادته الأردن لنهائي واحدة من أعرق المسابقات القارية.
وكشفت المتحدثة ذاتها، أن عدد من اللاعبين الأردنيين خاضوا المباريات رغم معاناتهم من الإصابة، لكنهم فضلوا المقاومة وتحقيق الفوز.
ومن بين النقاط التي نبهت إليها الإعلامية الأردنية، طريقة عموتة في تدبير المباريات وعدم المبالغة في احترام الخصوم، في إشارة منها إلى مباراة نصف النهائي أمام كوريا الجنوبية.
وختمت حديثها:"عموتة ترفع له القبعة احتراماً.. لا يمكن تخيل الفرحة التي كانت في قلوب الناس في مباراة الأمس، لقد أخرج الفرح من قلوب الأردنيين، فلأول مرة في تاريخ كرة القدم الأردنية نصل إلى المباراة النهائية، صراحة لم نكن نتوقع الأمر، الان المنتخب بروح بفضل عموتة".