إنقاذ القطيع.. اتفاقية شراكة من أجل تحسين النسل والبيوتكنلوجيا الحيوانية

خديجة قدوري

وقعت كل من المدرسة العليا للتكنولوجيا بسيدي بنور التابعة لجامعة بوشعيب الدكالي والفدرالية المغربية لمقاولات التحسين الوراثي الحيواني، اتفاقية شراكة، تعهد من خلالها كلا الطرفين بوضع امكانياتهما العلمية وتجربتهما الميدانية من أجل تطوير قطاع تحسين النسل والبيوتكنلوجيا الحيوانية.

ووفقا للبيان الذي اطلع "تيلكيل عربي" على نسخة منه، تهدف هذه الشراكة إلى الدفع بمجهودات الفاعلين في التحسين الوراثي، من تعاونيات وشركات وكذا المقاولين الذاتيين الذين يهتمون بإنتاج واستيراد وتوزيع بذور التلقيح الحيواني وممارسة عمليات التلقيح الاصطناعي، وضعت الفيدرالية المغربية لمقاولات للتحسين الوراثي الحيواني استراتيجية واضحة المعالم، كمواصلة منها لجهودها منذ تأسيسها سنة 2012 تحت مسمى الفيدرالية الوطنية لمهنيي التلقيح الاصطناعي.

وأوضح البيان أن الفيدرالية، تركز على توفير وتقديم خدمات قرب لمربيي المواشي المغاربة، خاصة منهم صغار المنتجين للحليب واللحوم الحمراء، وذلك على امتداد 13 سنة منذ التأسيس، اضافة لاضطلاع مهنيي الفيدرالية بمتطلبات المواكبة والتوجيه، مع وضع لقاحات عالية الجودة في إنتاج الحليب أو اللحوم الحمراء رهن إشارة مربي الماشية، من اجل ضمان تجويد الأداء التقني والاقتصادي للضيعات الفلاحية سيما وان حوالي 90 في المائة من منتجي الحليب واللحوم الحمراء يملكون اقل من خمس رؤوس من الابقار.

ومن الآليات التي تبنتها الفيدرالية كوسيلة للاشتغال، أشار البيان إلى وضع نظام معلوماتي يمكن من خلق قاعدة بيانات تتبع عمليات التلقيح، واحتساب نسب النجاح وتحليل فترات الولادة والتلقيحات المخصبة، اضافة الى التتبع الشامل للبذور المستعملة، مع إصدار تقارير تقنية دقيقة، تخدم مصالح الادارات الفلاحية والمربين والمهندسين الفلاحيين والاطباء البياطرة.

وأضاف أن من بين الآليات كذلك اعتماد ميثاق أخلاقي يفرض على كل الأعضاء احترام المعايير الصحية ورفاهية الحيوان، اضافة للشفافية تجاه المربين، واستعمال البذور المرخصة دون غيرها، مع ضمان التتبع على جميع الأصعدة.

ولفت الانتباه إلى أن الفيدرالية تضم اليوم عددًا كبيرًا من الشركات والتعاونيات والمقاولين الذاتيين عبر مختلف جهات المملكة، مكونة شبكة بشرية وتقنية ذات قيمة عالية في خدمة تربية المواشي بالمغرب. وتتبنى الفيدرالية مقاربة صارمة في انتقاء الفحول للتكاثر، وهي مقاربة قائمة على مبادئ التزاوج العقلاني، بهدف الرفع من المردود الإنتاجي في الحليب واللحوم الحمراء، مع الحفاظ على التنوع الجيني، وتشجع على استخدام معايير موضوعية لتوجيه التزاوج بما يتماشى مع الأهداف التقنية لكل ضيعة.

وأفاد المصدر ذاته،  بأن الفيدرالية تخطط على المدى المتوسط تسهيل الولوج إلى تقنيات متقدمة مثل زرع الأجنة، لما لها من قدرة على تسريع التقدم الوراثي داخل القطعان المغربية، ونشر السلالات المتأقلمة والمنتجة بشكل أسرع، كما تلتزم الفيدرالية بالمساهمة في الحفاظ على السلالات المحلية، لا سيما سلالة” أولماس” وسلالات أخرى متأقلمة مع الواقع الزراعي والمناخي المغربي، فالتنوع الجيني هو ثروة يجب الحفاظ عليها لضمان الحفاظ على السلالات المحلية ، وكذا تثمين الموارد المحلية في سلاسل إنتاج مستدامة.