وجّه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أمس السبت، رسالة إلى المشارقة الذين يدينون المغرب بسبب تطبيع علاقته مع إسرائيل.
وقال بنكيران، في كلمة ألقاها في أول اجتماع للجنة الوطنية للحزب بعد مؤتمره الاستثنائي: "لا نعتبر قضية فلسطين مسألة سياسية بل عقائدية. نحن والفلسطينيون إخوة، والشريعة تفرض علينا أن نكون بجانبهم في السراء والضراء، حتى إلا ماتوا نموتوا معهم. لكن هذا لا يعني وصولنا لدرجة إدانة دولتنا، رغم عدم اتفاقنا معها حين قيامها بأمر ما، لأننا نعرف أن لديها إشكالياتها الخاصة".
وتابع: "أقول لإخواننا في المشرق، أنتم مخطئون حين تدينون المغرب، لأنها مملكة شريفة. هذا لا يعني أنها لا تخطئ، وأن لا تنتقدوها، ولكن عليكم احترام تاريخها ومواقفها".
وأضاف بنكيران: "لا أعرف دولة عربية سنّت ضريبة لمساندة الكفاح الفلسطيني إلا المغرب، كما أن ملوكنا لم يغيروا موقفهم؛ فالملك محمد السادس مازال يؤكد إلى حدود الساعة، وقوفه إلى جانب الفلسطينيين. إذا لم تتفقوا معه، على الأقل، احترموه ووقروه. هو من ملوك المسلمين، ومعه 40 مليون يقدرون الإشكاليات المطروحة في أقاليمنا الجنوبية".
وأشار إلى تحرش النظام الجزائري بالمغرب منذ أكثر أربعين سنة: "لا يريدون أن يتوقفوا. أقاموا معنا حروبا، وقتلوا مغاربة منا، واعتدوا على آخرين وأسروهم، واستعملوا أموال البترول ليحرقوا أوضاعنا الدبلوماسية. إنهم ظالمون. والآن، أغلقوا الحدود لسبب بسيط، لأن الجزائريين يحبون المغرب، وسيدخلون أفواجا إذا فتحت، وهذا ما قاله الراحل بوتفليقة: الناس لي غيمشيو من عندنا أكثر من لي غيجيو من عندكم".
ونصح بنكيران قادة الجيش الجزائري أن يرجعوا إلى الله، مؤكدا: "المغرب ليس سهلا وذنوبه ماشي ساهلة. حرام ما تقومون به. إذا أدخلتم المنطقة في أزمة، ستكون لها أسوء العواقب على البلدين وعلى المنطقة كلها، ولن يستفيد سوى خصومنا الحقيقيون والطبيعيون والمنصوص عليهم في الكتاب الكريم، حتى وإن ربحتم هذه الحرب، رغم أنكم لن تربحوها، وأقولها لكم من الآن".
وأرجع بنكيران وصول علاقة المغرب بإسرائيل إلى هذه الدرجة من التقارب إلى التهديدات الجزائرية: "لا أبرر موقف أي أحد. موقفنا عبرنا عليه في البلاغ، توقفنا عند الزيارة، لم نقدر أن نساندها أو ندين بلادنا، لكن إذا كانت هناك حرب، سنكون مع بلادنا وملكنا".