كشف عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في سلسلتة الجديدة "ذكريات لا مذكرات"، التي يبثها على قناته بمنصة "يوتيوب"، بعض تفاصيل تأسيس تنظيم الجماعة الإسلامية، بعد الانشقاق عن الشبيبة الإسلامية، في الثمانينيات، رفقة كل من عبد الله باها، وعبد الرحمن اليعقوبي، ومحمد الحارثي، والأمين بوخبزة، وعبد العزيز بومارت.
وتابع ابن كيران أنه "لم يمر العام على الانشقاق عن الشبيبة الإسلامية، حتى التحق بنا كل أعضائها؛ من بينهم محمد يتيم، الذي كان متحفظا، في البداية، على الالتحاق بنا أو بغيرنا".
وأضاف: "اقترحت عليهم، وقتها، فكرة اختيار "أمير" علينا؛ حيث لم نكن نعرف سوى المصطلحات الشرعية، إلا أنه تم رفض مقترحي؛ فكان ردي الحديث النبوي، الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كنتم ثلاثة في سفر، فأمّروا عليكم أحدكم".
وسجّل الأمين العام لحزب "البيجيدي" أن "الموضوع أحدث خلافا كبيرا بين الجماعة، لدرجة أن يتيم عنّفني قليلا، وكأنه يؤدب طفلا صغيرا. الراحج أن رفضوا الفكرة، خوفا من أن أكون "أميرا" عليهم. لكني أفحمتهم، في نهاية المطاف، بالحديث النبوي".
وقال: "بعد أخذ ورد، تمّ الاتفاق على اختيار "أمير" علينا؛ حيث قمنا بتنظيم انتخابات، ذات ليلة، بحضور 23 شخصا؛ حيث ترشح أربعة منا؛ هم: علال العمراني، ومحمد يتيم، والأمين بوخبزة، وأنا".
وتابع رئيس الحكومة السابق: "حصل يتيم على 16 صوتا، فيما لم أحصل أنا سوى على 4 أصوات، فقمنا بمبايعته. بعدها، قام بتكوين مكتبه، مقترحا علي أن أكون أحد أعضائه، لكني رفضت؛ بسبب رفضهم هم أيّا من مقترحاتي، فيما يخص ميثاق الحركة، ومصادقتهم على الورقة التي اقترحها يتيم، دون إدخال أي تعديل عليها"، مشيرا إلى أنها "كانت قائمة على الانغلاق".
وأضاف: "من جهتي، اقترحت عليهم الانفتاح على بعض الهيئات، وكنت أقصد هنا الأحزاب السياسية، وبالخصوص، حزب الاستقلال؛ حيث كنت على علاقة طيبة بمحمد بنجلون، لكنهم رفضوا الأمر، رفضا باتا؛ وهو ما اعتبرته أمرا غير معقول وغير ذي منفعة. امتد هذا الأمر من سنة 1981 إلى سنة 1985".
وختم ابن كيران حديث بالتأكيد على أن فكرة "الأمير" جعلت الجماعة موحدة، رغم الاختلافات الكثيرة، مسجلا أن "الجميع تراجع عنها، خلال الأربع سنوات، إلّا محمد يتيم".