أكّد عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أمس الأحد، بالمهرجان الختامي للأبواب المفتوحة، التي نظمتها الكتابة الإقليمية لـ"البيجيدي" بفاس، أنه "لا يطمح في العودة إلى رئاسة الحكومة، مجددا".
وقال رئيس الحكومة السابق: "ما باغيش نرجع، إلا إذا كان من الضروري ولزمني سيدنا. والله وما لزمني، لرجعت".
صندوق التقاعد
وجاء كلام الأمين العام لحزب "البيجيدي"، في سياق حديثه عن إصلاح صناديق تقاعد الموظفين؛ حيث رد على من لامه على هذا الإجراء، حينما كان رئيسا للحكومة: "أنا ما كيهمنيش ندير لكم خاطركم، ونملّس لكم على ريوسكم، ونكذب عليكم، وتصوتوا علي، وملي نوصل نقولكم: باع". كنتكلم معكم بالمعقول، إلا رجعت رئيس حكومة مرة أخرى، السياسة هي دير الحاجة لي فيها المصلحة".
ووصف ابن كيران حكومة أخنوش بـ"المتباكية"، التي "لا تفعل شيئا سوى انتقاد حكومتي العدالة والتنمية"، مضيفا: "وأنت أ السي عزيز فين كنت فالحكومة الأولى؟ كنت قدامي مقرّد. وأنا من كنت أحل لك المشاكل مع الملك، أنا لي رغبتو على تحلية المياه بالجنوب؛ لأنك لم تستطع فعل ذلك بنفسك. كما أن حزبك تقلد وزارات كبيرة في عهد حكومة العدالة والتنمية؛ مثل وزارة الاقتصاد والمالية والصناعة والتجارة والفلاحة".
وتابع: "جاء بك المغاربة لحلّ مشاكلهم، وليس للتباكي عليهم. إلا باغي تبكي، سير لداركم"، داعيا إياه إلى التعجيل بإصلاح صندوق التقاعد: "منذ جاء، وهو كيدخل ويخرج في الكلام، ويتحالف مع نقابة تعتز بمساهمتها في إسقاطنا. إلا ما تحرّكش، ما غنلقاوش التقاعد في 2029. خاصو يكون راجل ويخرج لعند الناس ويوضح لهم".
دموع ابن كيران وأموال الانتخابات
وذرف ابن كيران الدموع، في بداية اللقاء، متأثرا بالاستقبال الذي حظي به، يوم أمس؛ حيث قال إنه منذ المؤتمر الاستثنائي، الذي تم خلاله، تنصيبه أمينا عاما بنسبة 81 في المائة من الأصوات، وهو يحاول تحريك الحزب، من خلال اللقاءات داخل الجهات ومؤتمرات النساء والشبيبة والمهنيين والصيادلة وغيرهم، إلا أنه "لم يسبق له الشعور أن رسالته وصلت وتمت الاستجابة لها، إلا خلال هذا اللقاء الذي أرجع له الإحساس بالأمل، وجعل الحزب ينبعث من جديد".
وتابع رئيس الحكومة السابق: "منذ لحظة دخولي، وأنا أتمنى البقاء متماسكا. لقد تأثرت. الشعوب هي الروح والعاطفة، والقاعة رغم صغر حجمها، إلا أنها مليئة بالمشاعر".
وأعرب ابن كيران عن حزنه على التآمر الذي تعرض له حزبه، رغم أنه "اشتغل بنية صادقة ويد نظيفة، وانطلق من الشعب، ولم تؤسسه لا الداخلية ولا الخارجية ولا الأموال ولا جهات أجنبية، بل مجموعة من الشباب، بالتعاون مع بطل من أبطال المغرب؛ هو عبد الكريم الخطيب".
وتساءل الأمين العام لـ"البيجيدي": "مال هاد البلاد؟ شنو درنا لها؟ ما يعيشه الحزب حاليا هو نتيجة مؤامرة 2016، التي كان هدفها عدم السماح لي بقيادة الحكومة، رغم فوز حزبنا؛ حيث جاؤوا بسعد الدين العثماني، الذي كان منا وإلينا، وسيبقى كذلك".
وأوضح: "أنا كنت كنسلك ونتفهم ونتعاون ونتواجه، لكن العثماني جاء بأسلوب آخر، فكانت النتيجة استمرار المؤامرة، ودخول الأحزاب الأربعة الذين رفضتهم، وعلى ودهم سمحت فرئاسة الحكومة، ليهيمنوا ويستفيدوا من الجائحة ومن كل شيء، ثم تأتي الانتخابات ويفوزوا بها بالكذب والبهتان والأموال".
ولام ابن كيران من قال إنهم "قبضوا أموالا مقابل أصواتهم": "عيب عليكم، بعتم بلادكم ومستقبل أبنائكم، وبعتم الحقيقة التي تباع، وأتمنى أن تكون هذه المرة الأخيرة التي تبيعون فيها أصواتكم، لأن الأموال ستستخدم مجددا، خلال الانتخابات المقبلة. حنا ما عندناش الفلوس، ما عندناش ما نعطيو للناس باش يصوتوا علينا، وكون كانوا عندنا والله لا شفتوهم".
كان خاص يكون عندي النص في المغرب
وقال ابن كيران إن من قاموا بإزاحة حزب العدالة والتنمية استبدلوا ما هو خير بالذي هو أدنى: "حيدتونا، مبارك مسعود حنا قابلين، إيوا ديروا الربح، جيبو أحسن منا، جيبو بحالنا، جيبو كرف منا واحد الشوية، أشنو جبتوا؟ جبتوا ناس ما فيهم ما يدار"، مضيفا أن "منتخبي المدن الحاليين لا يفعلون شيئا سوى التسابق على كراء السيارات الفارهة"، مضيفا: "حينما كنت رئيسا للحكومة، منعت على الوزراء استعمال سيارة تفوق قيمتها 45 مليون سنتيم".
وتساءل رئيس الحكومة السابق: "كيف لوزير في عمر أبنائي أن يملك 50 في المائة من أسهم شركة لتصنيع السيارات؟"، مخاطبا محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والاتصال: "إذا كنت كتملك هادشي، لأنك فقط وزير، أنا كان خاص يكون عندي النص في المغرب، لأنني كنت رئيس حكومة".
وزارة الداخلية وتمويل خارجي لـ"البيجيدي"
وأكّد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن "هناك من اعتادوا الريع، وكل من جاء بغاية الاشتغال بصدق، واكتفى بأجره القانوني فقط، سيضايقهم؛ لأنهم لا يريدونه قريبا منهم، يرى ما يحدث، ثم يفضحه. ولهذا يعيبون علي أنني أتكلم، لكنني سأظل أتكلم، مهما كان الثمن".
ودعا رئيس الحكومة السابق وزارة الداخلية إلى التزام الحياد: "الحكم لا يلعب ولا يسجّل الأهداف. وإذا كانت هذه الوزارة محايدة، غطلع قيمتها وقيمة المغرب"، مضيفا: "ليس هناك دولة خارجية تساعد العدالة والتنمية، وإذا وجدتم ما يثبت ذلك، قوموا بحلّ الحزب".
وأضاف ابن كيران: "كاين دولة وحدة عندها نفس السمية ديالنا، هي تركيا، ولكن حنا الأولين درناها، وهوما خداوها علينا. هوما صحابنا فعلا، لكنها صداقة من بعيد. هم دولة، والدولة ما كتصاحبش مع الأحزاب وإنما مع الدول، وهوما مصاحبين مع المغرب ومع الملك".