اجتماع طارئ لقيادة التقدم والاشتراكية بعد الإعفاءات الملكية. هل ينسحب الحزب من الحكومة أم ينحني للعاصفة؟
يوجد حزب التقدم والاشتراكية في وضع لا يحسد عليه. "الزلزال السياسي" الذي أطلقه الملك ، أمس الثلاثاء 24 أكتوبر، وقعت أكبر ارتداداته داخل حزب علي يعته، فاثنين من الوزراء الثلاثة الذي أعفاهم الملك ينتمون إليه، وهم أمينه العام نبيل بنعبدالله، ووزير الصحة الحسين الوردي، فضلا عن الإقصاء النهائي من تحمل المسؤولية، الذي صدر في حق وزير الثقافة السابق محمد الأمين الصبيحي.
مصادر قيادية في حزب علي يعتة، كشفت لـ"تيل كيل عربي"، أنه تقرر عقد اجتماع للمكتب السياسي يوم غد الخميس على الساعة العاشرة صباحاً بالرباط. وأوضحت أن "الاجتماع كان سيعقد مساء اليوم، لكن طلب نبيل بن عبد الله، الذي قطع زيارة رسمية له إلى بريطانيا، تأجيله إلى يوم غد".
مصادر الموقع، قالت إن "المكتب السياسي سوف يناقش القرارات الملكية التي صدرت في حق بن عبد الله والوردي ووزير الثقافة السابق محمد الأمين الصبيحي، على خلفية مذكرة المجلس الأعلى للحسابات حول تحقيقات همت مشاريع الحسيمة منارة المتوسط".
إرهاصات مبكرة
قيادة التقدم والاشتراكية تقول إن "هذا السيناريو كان متوقعاً"، وتستشهد بوزير الصحة الحسين الوردي. الوردي تحدث، قبل شهر، في اجتماع للمكتب السياسي، عن سيناريو مماثل، وقال إن بنكيران كان ضامناً داخل الحكومة، بينما اليوم لا يجود من يقول كلمة لا، في إشارة إلى رئيس الحكومة الحالي سعد الدين العثماني". واستطردت المصادر قائلة "إن الوردي عبر عن ذلك من خلال الغياب باستمرار عن اجتماعات المكتب السياسي وقطع تواصله مع الإعلام".
حديث الوردي نقلته هكذا كل مصادر "تيل كيل عربي" داخل التقدم والاشتراكية، وأضاف عدد منهم أن الإشارات كانت واضحة، فبحسبهم، "ما حمله مشروع قانون مالية من تقليص لعدد وظائف قطاع الصحة، وهو القرار الذي صدم الوردي، وسحب مشروع السكن الموجه إلى الطبقات المتوسطة والهشة رغم أن نبيل بن عبد الله اتفق مع الحكومة ومصلحة الضرائب والمنعشين العقاريين حوله، كل هذا كان مؤشراً على قرب مغادرة الحكومة".
الانسحاب من الحكومة
مصدر قيادي من الحزب علق على كل ما وقع بالقول: "عسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم". عبارة لخص بها في حديثه لـ"تيل كيل عربي" موقفه الشخصي، الذي يدعو إلى الخروج النهائي من الحكومة. مصدر قيادي آخر أكد أن "عدداً من أعضاء المكتب السياسي يدعمون هذا الطرح، ويرون أن هذه الحكومة إن عاجلاً أو آجلاً لن تستمر، وكانت نشأتها من الأصل خطأ بالنظر إلى تركيبتها وما رفق مراحل تشكيلها".
سيناريو الاستقلال
وذهب قيادي آخر في حزب التقدم والاشتراكية حد القول، إنهم قد يكونون مجبرين على " إعادة سيناريو حزب الاستقلال"، بما يعنيه ذلك من إقناع نبيل بن عبد الله بالتواري إلى الخلف، والتوجه نحو عقد مؤتمر استثنائي لتغيير القيادة".
أنصار هذا الطرح حسب المصدر ذاته، يرون "أن ميزان القوى ليس في صلاحهم ولا يمكنهم الخروج بموقف يدخلهم في صراع ومواجهة مباشرة مع القصر"، على الرغم من أن الحزب كان له موقف وصف بالشجاع بعد البلاغ ضد التصريحات التي نسبت إلى نبيل بنعبد الله، في حق المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة.
ويخشى أصحاب هذا الطرح أن يؤدي تبني خيار الخروج من الحكومة إلى أن يعيش التقدم والاشتراكية ماعاشه حزب جبهة القوى الديمقراطية الذي انشق عنه، وتحول إلى حزب صغير جدا، يوشك على الاختفاء.