تصورات دالة تلك التي كشف عنها استطلاع للرأي، حول تدين للمغاربة، والمكانة التي يريدونها للمرأة في السياسة والأسرة، والمناطق التي يحلمون بالهجرة إليها، والموقف من إسرائيل وصناع السياسة في الشرق الأوسط، والتمثل حول القتل غسلا للعار والمثلية الجنسية.
تفاصيل عديدة كشف عنها أكبر وأوسع وأعمق استطلاع للآراء في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي أجرته شبكة البارومتر العربي البحثية المستقلة لفائدة « بي بي سي عربي »، عن موقف المغاربة من تلك القضايا، التي ساءل الاستطلاع حولها 25 ألف شخص من سكان عشر دول بالإضافة إلى الأراضي الفلسطينية في أواخر عام 2018 وربيع عام 2019.
غير المتدينين في ارتفاع
يشير الاستطلاع إلى أن أولئك الذين قالوا إنهم غير متدينين، تضاعفت بالمغرب عددهم بأربع مرات، حيث انتقلوا من حوالي 3 في المائة إلى حوالي 12 في المائة.
ويصف ثلث التونسيين أنفسهم غير متدينين، ويعتبر ربع الليبيين أنفسهم كذلك، بيهم تضاعف حجم غير المتدينين في مصر بين 2013 و2019.
ويتجلى من الاستطلاع أن عدد الذين يديرون ظهورهم للدين والتدين في ارتفاع، فقد انتقلت نسبة الذين يصفون أنفسهم بأنه "غير متدينين"، من 8 في المائة في استطلاع 2013 إلى 13 في المائة في الاستطلاع الأخير.
مغربية رئيسة حكومة
تجلى من الاستطلاع أنه على غرار البلدان العربية الأخرى، يوجد تقبل واسع لفكرة تولي المرأة مواقع قيادية، حيث يقبلون بأن تتولى منصب رئيسة الحكومة أو رئيسة الجمهوية في بلد إسلامي.
وبدا أن حوالي 75 في المغاربة يتقبلون فكرة تولي المرأة منصب رئيسة الحكومة، حيث يأتون في المركز الثاني بعد اللبنانيين.
غير أن عندما يسأل المغاربة حول ما إذا كان ينغبي أن يكون للزوج القول الفاصل في كل القرارات الأسرة، يجيب أقل من نصف المغاربة بالإيجاب، على عكس باقي الدول العربية.
ويبدو أن أغلبية المشاركين في البلدان العربية، بما في ذلك معظم النساء، يعتقدون أنه يتوجب على الزوج أن يكون له القرار الأخير في القرارات الأسرية، فتلك النسبة تصل إلى 75 في المائة بين السودانيات وحوالي 55 في المائة في لبنان.
القتل غسلا للعار والمثلية
يؤيد 25 في المائة من المغاربة المستطلعة أراؤهم، القتل غسلا للعار، حيث يأتون في المركز الثاني بعد الجزائريين الذي تصل نسبة تأييدهم لذلك الفعل إلى 27 في المائة، بينما تأتي االأردن في المركز الثالث بنسبة 21 في المائة، تصل نسبة الذين يقبلون بالقتل غسلا للعار بالسودان إلى 14 في المائة، وتبلغ تلك النسبة في تونس ولبنان وفلسطين 8 في المائة.
غير أنه إذا كان المغاربة والجزائريون هم الأكثر تأييدا للقتل غسلا للعار، فإنهم الأكثر تقبلا للمثلية الجنسبة، بنسبة تصل على التوالي إلى 21 و26 في المائة، وهي نسبة تصل في السودان إلى 17 في المائة، والأردن 7 في المائة وتونس 7 في المائة ولبنان 6 في المائة.
أردوغان في القمة
وبينت نتائج الاستطلاع، أن العرب المستجوبون يضعون الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وسياساته في الشرق الأوسط في المرتبة الأخيرة، بنسبة 12 في المائة، حيث يتقدم عليه رجيب طيب أردوغان بنسبة 51 في المائة وفلاديمير بوتين بنسبة 28 في المائة.
غير أنه يتجلى أنه إذا كانت نسبة التأييد لسياسة ترامب تفاوتت، حسب البلدان العربية، من حوالي 3 في المائة في اليمن و23 في المائة في السودان، فإن الرئيس الأمريكي لا يحظى بأي تأييد بالمغرب، حيث حصل على صفر في المائة.
وإذا كان سياسة ترامب في الشرق الأوسط لا تحظى بأي قبول في المغرب، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تتمتع سياسته في المنطقة بدعم حوالي 65 في المائة، متبوعا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنسبة 25 في المائة.
حلم بالهجرة إلى أوروبا
تزيد نسبة المغاربة الراغبين في الهجرة عن 40 في المائة، وتبقى أوروبا المقصد المفضل للمغاربة بسنبة 64 في المائة، حيث يأتون بعد الجزائريين بنسبة 66 في المائة والتونسيين بنسبة 57 في المائة.
ويفكر 12 في المائة من المغاربة المستطلعة آراؤهم في الهجرة إلى أمريكا الشمالية، وهي نسبة انتفلت على مستوى البلدان التي شملها الاستطلاع من 23 إلى 27 في المائة.
وتجذب منطقة الخليج اهتمام المغاربة في حدود 5 في المائة، حسب الاستطلاع، بينما تصل نسبة أولئك الذين يرغبون في الهجرة إلى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 10 في المائة.
إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية
ويضع المشاركون في ست مناطق إسرائيل على رأس قائمة التهديدات لاستقرار مناطقهم وأمنها الوطني. ولا سيما في المناطق المتاخمة لاسرائيل مثل لبنان والأراضي الفلسطينية.
ويعتبر المغاربة إسرائيل أكبر تهديد بنسبة 27 في المائة، بينما تصل تلك النسبة إلى 79 في المائة في لبنان، و63 في المائة في فلسطين، و54 في المائة في مصر و42 في المائة في الأردن.
ويرى 11 في المائة من المغاربة في الولايات المتحدة تهديدا للاستقرار والأمن الوطني، وهي نسبة تصل 30 في المائة في العراق، و 24 في المائة في فلسطين وتونس، و 21 في المائة في السودان و12 في المائة في الأردن و15 في المائة في اليمن و17 في المائة في ليبيا.