على بعد أسبوع يُرتقب أن تنطلق القمة العربية في نسختها الحادية والثلاثين في الجزائر، يومي 1 و2 من نونبر المقبل، التي بدأت تتضح معالمها قليلا على خلفية اعتذار الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية ورئيس مجلس الوزراء، عن حضور المحطة الإقليمية المقرر انعقادها بالعاصمة الجزائر.
وأكدت وكالة الأنباء السعودية، أمس الأحد، أن وزير خارجيتها هو من سيترأس وفد المملكة في القمة العربية، موضّحة أن الظروف الصحية التي أدّت إلى اعتذار ولي عهدها، الأمير محمد بن سلمان عن الحضور.
بهذا الخصوص يقول المحلل السياسي عبد الفتاح بلعمشي، إن"عدم مشاركة الأمير محمد بن سلمان في قمة الجامعة العربية بالجزائر لم يكن مستبعدا، في وقت تشهد فيه علاقة البلدين توترات عديدة".
وأكد المحلل السياسي في تصريح لـ"تيلكيل عربي" اليوم الإثنين، أن "حجم الخلافات والهوة الكبيرة بين السعودية والجزائر في مختلف القضايا، على رأسها مسألة إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، ورفضها للوساطة السعودية في خلافها مع المغرب من الأسباب الرئيسية في عدم حضور الأمير محمد بن سلمان لأشغال القمة".
وأردف بالعمشي بأن "النظام الجزائري رفض أي وساطة من شأنها فك النزاع المفتعل بالأقاليم الجنوبية المغربية، كما أظهر للعلن في الوقت نفسه تمسكه السافر بازدراء الوساطة السعودية في الموضوع بشكل عام، مما خلف استياء كبيرا لدى القيادة السعودية".
وأوضح المحلل السياسي، أن "رفض الجزائر للمصالحة أو الوساطة، أي أنها هي من تحدد شروط التمثيل الدبلوماسي الذي سيحضر به المغرب إليها، بحيث تحاول فرض جدول أعمال على الجامعة دون توافق جماعي".
وأضاف بالعمشي أن "علاقات الجزائر الملتبسة مع إيران ودعمها للحوثيين في اليمن، وتقاربها مع حزب الله في لبنان ودعمها لجبهة البوليساريو التي تهدد أمن وسلامة أراضي المغرب، تستنفر القادة العرب وتبعدهم عن حضور القمة كونها لا تأسس لأي حوار سياسي من أي نوع كان لاسيما أن الجهة المنظمة تعد طرفا رئيسيا في الخلافات العربية".
وخلص المحلل إلى أن "مقاطعة ولي العهد السعودي للقمة ستدفع بالعديد من القادة العرب إلى عدم المشاركة، والاكتفاء فقط بإرسال ممثلين عنهم إلى للقمة التي حكمت على نفسها بالفشل قبل انعقادها".