في دورتها 24، تم الإعلان مساء أمس الجمعة عن جائزة "الأطلس الكبير"، التي ينظمها المركز الثقافي الفرنسي بالمغرب كل سنة. وخلال الحفل الذي أقيم بالمكتبة الوطنية بالرباط، فازت الكاتبة أسماء المرابط عن كتابها "الإسلام والنساء.. الأسئلة المقلقة" بالجائزة.
وأشادت لجنة التحكيم التي ترأستها الروائية ليلى السليماني، بأن منح المرابط جائزة الأطلس الكبير، تقدير "لدقة وصرامة بحثها"، مشيرة إلى أن هذا الكتاب، يطرح أسئلة جوهرية ويعيد النظر في عدد من اليقينيات "التي لا بد من تفكيكها". وشهد الحفل كذلك تتويج الصحافي هشام حديفة بالجائزة الخاصة للجنة التحكيم، عن كتابه "التطرف الديني"، الصادر سنة 2016.
أسماء المرابط التي سبق لها أن نالت الجائزة سنة 2015، في فئة الترجمة عن كتابها "النساء والرجال في القرآن"، أعربت في تصريحها لوسائل الإعلام أنها تتشرف بهذه الجائزة، مشيرة إلى أن عملها يقترح "حلولا ومقاربات جديدة لتجاوز رؤية تقليدية ومتهالكة".
المرابط سبق أن قالت أنها ستخوض مسارا آخر في الكتابة، إذ ستتجه نحو "البحث في الإصلاح الديني بشكل عام، وليس الاكتفاء بقضية المرأة فقط". لكن يبدو أن إشكالية المرأة ووضعها لا يزال يغري الباحثة للكتابة عنه. وفي هذا السياق، ردّت المرابط في حوار سابق لها مع مجلة "تيليكل"، أن عدم اتجاهها نحو قضايا أخرى بعد، "هو اعتراف في حد ذاته، بأن قضية تحرير المرأة لا تزال قضية مركزية، وأنها نقطة الانطلاق التي دفعتني إلى التفكير في قضايا أخرى. إذن فالقضايا كلها مفتوحة ومرتبطة ببعضها".
ونجحت أسماء لمرابط منذ سنوات، في فرض اسمها في الساحة الثقافية، بفضل أعمالها ودفاعها عن وضع المرأة في الإسلام، بقراءة مغايرة. وقبل كتابها هذا الفائز بجائزة "الأطلس الكبير"، سبق للكاتبة أن ألفت في نفس السنة كتابها "مؤمنات ونسويات، رؤية مغايرة للأديان"، إضافة للعديد من المؤلفات التي تعنى بقضايا الإسلام والمرأة.
وحضر حفل تتويجها العديد من الشخصيات، من بينها أندري أزولاي مستشار الملك، وإدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وجامع بيضا، مدير أرشيف المغرب، فضلا عن عدد من الإعلاميين والمثقفين، والناشرين والطلبة الجامعيين.