الإعلان الرئاسي لترامب.. الشرقاوي: اليوم تحل لحظة المراجعة والاحتكام إلى القراءة العقلانية

تيل كيل عربي

عقد وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن ونظيره المغربي ناصر بوريطة اجتماعا في مقر وزارة الخارجية في واشنطن. وناقش الطرفان الجهود الرامية إلى الدفع بالسلام الإقليمي والدولي وتعزيز الشراكة الأمريكية-المغربي.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيانها الرسمي إن "الوزير بلينكن أكد التأييد الكامل لدى الولايات المتحدة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا وجهوده لدفع المفاوضات بهدف التوصل إلى حل سياسي دائم ومعقول لقضية الصحراء دون مزيد من التأخير".

وأضاف البيان أن "بلينكن ذكر مجددا أن الولايات المتحدة لا تزال تنظر إلى اقتراح المغرب للحكم الذاتي باعتباره جادًا وذا مصداقية وواقعيًا ويمثل منطلقا محتملا لتلبية تطلعات شعب الصحراء".

وفي تعليقه على هذه التطورات، أكد محمد الشرقاوي، أستاذ تسوية الصراعات الدولية بجامعة جورج ميسن،  أنه يسأل أي مهتم بالعلاقات المغربية الأمريكية عن عدم ذكر مسألتين اعتد بها ناصر بوريطة في خريف عام 2020، عندما ذكر في أكثر من مناسبة أنّ "الولايات المتحدة اعترفت بمغربية الصحراء"، وأنها "تعتزم تشييد قنصلية في الداخلة".
وأضاف الشرقاوي خلال تدوينة على موقع "فايسبوك" "سألني أحد الأصدقاء قائلا: أين اختفى اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء؟". هو سؤال يحيل إلى استفهام أكبر عن مدى البرغماتية في العلاقات الثنائية ومدى وضوح الرؤية بين واشنطن والرباط خلال وبعد حقبة الرئيس ترامب.
وأشار الشرقاوي إلى أنه عندما نبّه في أكثر من مقالة وأكثر من مقابلة تلفزيونية آنذاك إلى مغبّة أن الإعلان الرئاسي Presidential Proclamation، الذي استخدمه الرئيس آنذاك دونالد ترمب، لم يستند إلى قاعدة دستورية صلبة بحكم أن ناصر بوريطة، ومن خلفه منظومة الدبلوماسية المغربية، لم تسعَ ولم تضغط من أجل إعادة هندسة اتفاقية التجارة الحرة لعام 2004 وضمّ بنود جديدة إليها قبل عرضها على مجلس الشيوخ للتصديق عليها، حتى تضمن الرباط التحفيظ السياسي لإعلان ترمب على غرار التحفيظ العقاري.
وشدد الشرقاوي على أنه وبعد قرابة أربع سنوات، تحلّ لحظة المراجعة والاحتكام إلى القراءة العقلانية التي ينبغي أن تقوم على الوقائع والمخرجات، وليس الانفعالات والتمنيات. وحان "الوقت أيضا للسيد بوريطة وغيره ممن احتفوا بدونالد ترمب ورقصوا به فوق "العمّارية"، وعلّقوا آمالا كبيرة على الملايير السبعة من الدولارات المنتظرة من صفقة التطبيع مقابل الاعتراف أن يشربوا قهوة من صنف حبات حقيقية، وليس حبّات التوهيم والتنويم المغناطيسي".