الإنعاش الوطني.. شريان الحياة في دواوير العطشى

تصوير: سامي سهيل
محمد فرنان

محمد فرنان / سامي سهيل - قيادة أمسكرود/أكادير

ما إن رأى شاحنة صهريج الماء تشرع في ملء خزانها بالقرب من مقر قيادة أمسكرود التابعة لعمالة أكادير إداوتنان بجهة سوس ماسة، حتى أسرع الخطى نحوها بعكازه.

عندما وصل قرب الشاحنة، خاطب عبد الواحد أووك، المسؤول عن برنامج تزويد العالم القروي بالماء الشروب بالإقليم، قائلا له: "قريب يتسالا الما لي عندنا".

فأجابه عبد الواحد أووك بدون تردد: "غدا نكونو عندك".

استغربنا من عدم سؤاله عن مكان وجوده، فقال لي: "إنه من الرحل وكاين هنا"، مشيرا إلى الجهة السفلى من الجبل.

الرجل الذي سأل عن الماء

 

 

 

 

 

الانطلاقة والوصول

تبعد قيادة أمسكرود عن أكادير بـ44 كيلومترا، وقطعت 16 كيلومترا إضافية من أمسكرود برفقة الشاحنتين الحاملتين للماء إلى دوار اسيفيك المحاذي لإقليم تارودانت.

الوصول إلى دوار اسيفيك غير المربوط بشبكة الكهرباء، يتطلب قطع طريق غير معبد، شاحنة استطاعت الوصول إلى مكان صهريج بلاستيكي، أما سيارتين وشاحنة لم تستطعا بسبب وعورة المسلك وضيق المساحة، فكان لا بد من اتمام الطريق مشيا على الأقدام.

 

تصوير: سامي سهيل

عين ماء جف

محمد، الذي يبلغ من العمر سبعين سنة، حكى لنا عن تاريخ الماء بالمنطقة، وأن هذا الدوار لم يكن يعاني من مشكلة في الماء إلى حين انقطاع عين تبعد عنهم بكيلومتر واحد.

وأشار في حديثه لـ"تيلكيل عربي"، أنه "كنا نأتي بالماء من هناك بـ'الكلة' و'الكربة'، بعدها عبر 'البهيمة'، وقبل 12 سنة كنا نأتي بالماء عن طريق 'أنبوب بلاستيكي' من العين نستعمله للشرب والسقي".

وأبرز أن "العين تقع في واد اسمه "أغانيم"، وكان يصلنا الماء عبر هذه الطريقة، لكن توقف الماء بسبب الجفاف".

تصوير سامي سهيل

 

يشير إلى مكان العين

برنامج تزويد العالم القروي بالماء الشروب

عبد الواحد أووك، المسؤول عن برنامج تزويد العالم القروي بالماء الشروب بالإقليم، قال في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، إن "هذه العملية تغطي جميع الدواوير التي لم يتم ربطها بشبكة الماء، وعددها 202 دوار موزعة على الشكل التالي: الدائرة الأطلسية 155 دوار، وتقوم أربع شاحنات بتزويدها بهذه المادة الحيوية".

وتابع التقني بمندوبية الإنعاش الوطني أن "دائرة أحواز أكادير، التي نحن متواجدون فيها، تضم 47 دوارا تقع ضمن ترابها، وخصص لها شاحنتين للتزويد، يتم تخزين هذه المادة في صهاريج بلاستيكية أو مطفيات عامة وليس خاصة".

وشدد المتحدث ذاته على أن "هذه العملية نقوم بها طيلة السنة، وليس فقط في الصيف أو الشتاء".

كيف يتم الإبلاغ عن الخصاص المائي؟

وأورد المسؤول عن العملية بإقليم أكادير أن "أعوان السلطة يخبرون القيادة بوجود الخصاص، بعدها تتنقل الشاحنات نحو مكان وجود الصهاريج البلاستيكية أو المطفيات".

تصوير: سامي سهيل

الإنعاش الوطني 

أفاد مصدر من الداخلية بعمالة أكادير لـ"تيلكيل عربي"، أن "هذه العملية كانت تقوم بها الشركات عبر صفقات، لكن لم تسر بشكل جيد، بمجرد أن تنتهي العقدة وفي اليوم الموالي، يتوقف توزيع الماء على الدواوير، لذلك تكلف الإنعاش الوطني بهذه العملية، وحسب التقييم الجاري، فالعملية بهذا الشكل ناجحة وسدت الاحتياجات اليومية، طبعا لن تكون مثل مورد دائم للماء".

"دابا ما بقات قطرة وحدة"

إدريس دابا، من دوار اسيفيك المستفيد من العملية، قال: "قرابة سنة ونصف ونحن نواجه مشكلة الماء، بفضل هذه المبادرة، بدأ يصلنا الماء، رغم أن لدينا مسلكا طرقيا صعبا، و(صاوبنا جزءا منه باش يدوز الكاميو د الماء)".

وأضاف، المتحدث ذاته، "كان الماء هنا، بفضله زرعنا الزيتون، لكن منذ سنة ونصف انقطع الماء من العين، (دابا ما بقات لا عين لا والو)".

ولفت الانتباه إلى أنه "(ما كرهناش يوصلنا التيو د الماء)، المهم (لي كان مزيان)، هذه المبادرة (عاوناتنا ملي عقلنا على راسنا، والماء هنا في العين، دابا ما بقات قطرة وحدة، تقول الصحرا)، والنباتات كلها يبست".