الاحتجاجات تعود إلى مصر.. هذا هو الرجل الذي يقف وراءها

أ.ف.ب / تيلكيل

اعتقل العديد من الأشخاص الجمعة في القاهرة بينما كانوا يتظاهرون للمطالبة برحيل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحسب صحافيين في وكالة فرانس برس.

وخرجت تظاهرات صغيرة معارضة للسيسي في العاصمة ومدن مصرية أخرى، لكن الشرطة فر قتها سريعا .

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الأشخاص الذين تجمعوا في الاسكندرية والمحلة ودمياط في دلتا النيل وكذلك في السويس.

في القاهرة، شاهد صحافيو فرانس برس خمسة اعتقالات خلال تظاهرة ليلية في ميدان التحرير الذي شكل مركزا للثورة ضد حكم الرئيس حسني مبارك عام 2011. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في محيط الميدان. وكان هناك انتشار أمني كثيف.

ونشرت على الإنترنت لقطات من التظاهرات التي هتف فيها العشرات "إرحل يا سيسي"، باستخدام وسم #ميدان_التحرير.

وخرجت تظاهرات الجمعة استجابة لدعوات تم إطلاقها عبر شبكات التواصل الاجتماعي ولا سيما من جانب رجل أعمال مصري في المنفى هو محمد علي. وقد نشر مقاول البناء هذا، مقاطع فيديو من إسبانيا تدعو إلى الطاحة بالسيسي.

وكانت انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي سلسلة فيديوهات يتهم فيها محمد علي الرئيس والجيش المصريين بتبديد المال العام في مشروعات لا طائل منها وفي تشييد قصور رئاسية.

وزعم علي (45 عاما ) أن الجيش المصري مدين له بملايين الجنيهات مقابل مشروعات نفذتها شركة "أملاك للمقاولات" التي كان يملكها.

ورغم أن علي لم يقدم أي دليل على مزاعمه حول تبديد النظام المصري لملايين الجنيهات من المال العام، إلا أن فيديوهاته شوهدت ملايين المرات ولاقت تفاعلات كثيرة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

ونفى السيسي في مؤتمر عقد السبت الفائت في القاهرة الاتهامات بالفساد التي وجهها المقاول المصري إليه والى الجيش، مؤكدا أنه "شريف وأمين ومخلص".

وقال السيسي إن الاتهامات التي وجهها اليه علي "كذب وافتراء"، بدون أن يشير صراحة للمقاول.

وأضاف نافيا ما أثير من اتهامات ضده وضد الجيش "ابنكم (السيسي) إن شاء الله شريف وأمين ومخلص".

وكان علي قال إنه سيواصل نشر مقاطع الفيديو حتى ترد عليه السلطات في شكل رسمي.

وتخضع التظاهرات في مصر لقيود شديدة بموجب قانون صدر في نوفمبر 2013 بعد بضعة أشهر من إطاحة الجيش بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو العام نفسه.

فيديوهات محمد علي

ويقول محمد علي في مقاطع الفيديو المسجلة أنه غادر مصر منذ شهور إلى إسبانيا حيث يقوم بتسجيل وبث مقاطع الفيديو التي ينشرها على شبكات التواصل الاجتماعي منذ الثاني من شتنبر الجاري. وأجرت وكالة فرانس برس اتصالا الاثنين مع مكتبه الإعلامي في برشلونة، لكنها لم تتلق ردا.

ورفض الجيش المصري التعليق على سؤال لوكالة فرانس برس حول انتقادات محمد علي. وادعى علي في أكثر من فيديو أنه تلقى تهديدات من "المخابرات".

وأوضح رجل الأعمال أنه عمل مع الجيش المصري قرابة 15 عاما.

وقال في سياق حديثه عن مشروع كانت شركة "أملاك" تنفذه، بحسب قوله، لصالح الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، "ورطوا مقاولين كثرا ودمرتم الشعب وعملتم مشاريع كثيرة لم تؤمن دخلا للناس".

وتحدث في سلسلة فيديوهات تراوح مدة الواحد منها بين 20 و30 دقيقة عن مشروعات اعتبر أن لا لزوم لها بينها استراحات وفيلات رئاسية في مناطق بعينها في القاهرة والاسكندرية.

وقال مخاطبا السيسي "تقول إن المصريين فقراء للغاية وإنه ينبغي ربط الحزام ولكنك ترمي على الأرض مليارات ورجالك يهدرون الملايين". وكان السيسي قال في يناير 2017 "نحن (المصريون) فقراء جدا"، في سياق حديث عن محدودية إمكانيات الدولة المصرية.

وتعتبر المشروعات الاقتصادية للجيش من الأمور الحساسة في مصر. وسبق للسيسي أن نفى تدخل الجيش على نطاق واسع في النشاط الاقتصادي في البلاد، مؤكدا في دجنبر 2016 أن نصيب الأنشطة الاقتصادية للجيش من إجمالي الناتج القومي لا تتجاوز 1,5%.

ويتشارك المصريون بحماس على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يبثها محمد علي.

وشبه أحد مستخدمي "تويتر" فيديوهات محمد علي التي يتحدث فيها بمفرده وينشرها على "فيسبوك" و"يوتيوب" و"تويتر"، كأنها مسلسل درامي ينتظره جمهور شركة الإنتاج الأميركية "نتفليكس" بفارغ الصبر.

ومنذ سنوات ينتج الجيش المصري سلعا ومواد غذائية متنوعة بدءا من الغسالات وصولا الى المعكرونة. كما يقوم بأعمال بنية أساسية ويدير محطات توزيع وقود.

ومنذ وصول القائد السابق للجيش عبد الفتاح السيسي إلى الرئاسة بعد إطاحته الرئيس الإسلامي الراحل محمد مرسي عام 2013، أصبح الدور الاقتصادي للجيش أكثر بروزا خصوصا مع قيامه بتوزيع منتجات غذائية متدنية السعر نسبيا لمواجهة الارتفاعات القياسية للأسعار التي شهدتها الأسواق المصرية بعد تحرير سعر صرف العملة المحلية في نونبر 2016.

وظهر المتحدث باسم الجيش العقيد تامر الرفاعي الأسبوع الماضي في برنامج تلفزيوني يتمتع بنسبة مشاهدة عالية ليشرح أن القوات المسلحة تشرف و"لا تدير" 2300 مشروع قومي يعمل فيها خمسة ملايين مدني.

ولم ترد السلطات على الاتهامات النارية لمحمد علي. وقام محام موال للسلطات بتقديم بلاغ للنائب العام يتهمه فيه بالخيانة العظمي.

وظهر والد محمد علي في برنامج تلفزيوني محلي وقدم اعتذارا على سلوك ابنه.

وكان مقر شركة "أملاك" في ضاحية التجمع الخامس الراقية بشرق القاهرة مهجورا حين تفقدته فرانس برس الأحد.

وقال صاحب الفيلا المكونة من طابقين كانت تستأجرهما "أملاك"، "لقد تركوا المكان منذ عامين".

وأوضح أنهم كانوا يستأجرون الفيلا مقابل 25 ألف جنيه شهريا (1500 دولار)، وكان عقد الإيجار بغرض السكن، وليس للاستخدام التجاري. وأكد أنه لم يتعامل مع محمد علي شخصيا وإنما مع ممثلين له.

وقال أحد سكان المنطقة "كان محمد علي يأتي كل يومين بسيارة مختلفة".

وكان محمد على يعيش في مصر نمط حياة مرفها وينشر على وسائل التواصل الاجتماعي صورا له بسيارات فارهة، وهو ما أثار تساؤلات عن دوافعه لمهاجمة السيسي والجيش.

وما زال موقع مجموعة "أملاك" على الإنترنت متاحا وعليه صور لمشروعات إنشائية أنجزتها الشركة من بينها مشروعات للجيش.

ووعد علي بأنه سيواصل نشر مزيد من مقاطع الفيديو حتى ترد عليه السلطات بشكل رسمي.