قال الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي مصطفى البراهمة، إن حراك الريف جعل المشهد السياسي أكثر وضوحا بعدما فرز القوى المساندة للشعب والمعارضة لمصالحه، مضيفا أن الأحزاب السياسية لا يجب عليها أن تلعب دور الإطفائي "البومبيا" عندما يبقى المخزن عاريا.
أكد الكاتب الوطني، لحزب النهج الديمقراطي مصطفى البراهمة، أن "حراك الريف تسبب في حالة فرز غير مسبوقة في المشهد السياسي المغربي الحالي، بحيث كشف من هي التيارات المساندة للمبادرات الشعبية ومن ضدها، ومن هي الأحزاب السياسية الموالية للمخزن، والأحزاب المناضلة من قبيل؛ فيدرالية اليسار والنهج الديمقراطي والتنظيمات الماركسية المحيطة به، وجماعة العدل والإحسان".
البراهمة الذي كان يتحدث مساء اليوم السبت، في ندوة نظمتها شبيبات النهج الديمقراطي، وفيدرالية اليسار الديمقراطي، أوضح أن "الأحزاب السياسية لا يجب عليها أن تلعب دور الإطفائي "البومبيا"، عندما يظل المخزن عاريا أمام الاحتجاجات الشعبية، وبعدما فشلت كل آليات إخماد الحراك من قمع ووساطة".
وسجل البراهمة أن رفض وجود بعض الأحزاب في حراك الريف، يعود بالأساس إلى أن "الحركة الثقافية الأمازيغية، رفضت دخول التنظيمات الحزبية إلى الحراك"، مضيفا أنه، ورغم ذلك "فالمعتقلين الآن بعد أن تعرضوا للسجن، يدركون جيدا من هو صديقهم الذي ساندهم في محنتهم ومن هو عدوهم".
وعن علاقة النهج الديمقراطي بالعدل والإحسان، قال البراهمة، إن ذلك "لا يشكل تناقضا رئيسيا بالنسبة لنا، فبالرغم من أن الجماعة تتموقع كأصولية معارضة، إلا أنها لا تملك زمام السجون والعدالة، ولا السلط التي يمكن استغلالها لصد قوة الأحزاب المناضلة".
وفي السياق ذاته، أردف البراهمة، أن "قوى اليسار أخلفت الموعد مع التغيير الحقيقي، بعد أن قبلت بمعالجة ملف ضحايا انتهاكات سنوات الرصاص بشكل حقوقي، مؤكدا أن التفاوض كان عليه أن يكون له ثمن سياسي، ينتهي بإقرار الديمقراطية التي تم تأجيلها في كل حين، في ظل انتقال لا نهاية له".