بقلم ذ. مصطفى البغدادي
تنتمي جماعة بني خلوق ترابيا لإقليم سطات بدائرة البروج، الواقع بجهة الدار البيضاء سطات، حسب إحصاء المندوبية السامية للتخطيط 2004، فقد بلغ مجموع عدد سكان الجماعة 12،722 نسمة ويرأس الجماعة القروية السيد عبد الرزاق الناجح في مجلس جماعي بأغلبية مطلقة لحزب الاستقلال.
عانت الجماعة الترابية لبني خلوك، كما هو الحال بالنسبة لباقي الجماعات القروية لبني مسكين الغربية والشرقية، من عوائق عديدة حالت بينها وبين التنمية المنشودة. بعض هذه العوائق راجع لما هو مادّي صرف، ويتعلّق الأمر هنا بالموارد والمداخيل التي لا تتعدّى إيرادات الأسواق الأسبوعية، وبعضها الآخر نتيجة توالي سياسات سياسوية انشغلت بغير ما يفتل في حبل التنمية التي طال انتظارها.
بعد أزيد من ثلاثة وثلاثين سنة من تربع قيدوم رؤساء الجماعات المحلية عبد الواحد الشّدالي، وبعد تظافر جهود ” سياسيين“ شباب وسكّان الجماعة، تم توقيف الرئيس المعمّر وتنصيب عبد الرزاق الناجح رئيسا مؤقّتا، ليتم بعد ذلك انتخابه بشكل رسمي على رأس مكتب علّقت عليه الساكنة آمالا في إقلاع تنموي، خصوصا وأن المنطقة تحتاج لمن يشجع العديد من سكان المهجر على الاسثمار فيها ودفع عجلة التنمية إلى الأمام.
سرعان ما اصطدمت آمال الساكنة على صخرة الواقع الذي جعل من الآمال آلاما ينذبها الشّباب والشيّاب في حصرة على أزيد من ستة وأربعين سنة من التّسويف والوعود القديمة الجديدة، بين الرّئيسين اللّذان تناوبا على تدبير شؤون الجماعة، وعود اعتادها سكان الجماعة وسئموا من ترديدها على لسان المسؤولين. انقضت الآن أزيد من 13 سنة من ولاية الرئيس الحالي دون تحقيق ما تعهّد به أمام السّاكنة.
صحيح أنّ مجموعة من الإنجازات تمّ تحقيقها، لكنها تبقى دون المستوى المنشود خلال ولايتين احتفظ فيهما المجلس الجماعي تقريبا بنفس التّشكيلة التي تنتمي لحزب الميزان بأغلبية مطلقة، الشيء الذي لم يترك مجالا للمعارضة التي من المفترض أن تلعب دور الرّقابة على إنجازات وإخفاقات المجلس الجماعي.
تشتكي الساكنة أيضا من غياب المرافق الترفيهية على مستوى مركز الجماعة، فلا مسابح عمومية ولاحدائق تذكر ولا مبادرات لتشجير مركز الجماعة، مع العلم أنّ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تموّل العديد من المشاريع التي تندرج في هذا الإطار، الشيء الذي يطرح عدة تساؤلات حول السياسات العمومية بالجماعة وما مدى اجتهادها في جلب مشاريع إسوة بباقي جماعات الطّوق، كجماعة كيسر والبروج، وما مدى أخدها بعين الاعتبار لخدمات قد تفتل في تجويد العرض الجماعي وتزكي طروحات التغيير الذي رفعه المجلس المنتخب وتفنيدا للمثل الفرنسي ” Dire, c’est pas faire“ .
يذكر أيضا أنّ المكتبة الجماعية ( أنظر الصور رفقته) التي ورثها المجلس الحالي عن المجلس السابق مازالت قيد الإغلاق تحت ذريعة أن سقفها آيل للسقوط، دونما أن تتحرّك المصالح التّقنية باقتراح حلول لإصلاحها.
الغريب في الأمر أن المكتب الحالي لم يحرّك ساكنا بخصوص مجموعة من الأوراش ، بل ويستثمر إخفاقات الرئيس السابق لتبرير هذا الرّكود الغريب الذي عمّر طويلا، مع العلم أن الرئيس الحالي مستأمن على تأمين استمرارية المرفق العمومي وإصلاح ما يمكن إصلاحه مهما كانت علاقته بمن سبقه في كرسي الرئاسة.
لم يسلم العمل الجمعوي من داء الرّكود، فبعد ظهور مبادرات جمعوية وازنة، والتي كان من خراجها تنظيم تظاهرات رياضية واجتماعية عديدة، بالإضافة إلى تأسيس فريق الاتحاد الرياضي لبني خلوك المنافس بقسم الهواة، على أيدي ثلّة من الشباب الغيورين على منطقتهم، والذين نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر كلّا من ذ. محمد التباعي والمرحوم خالد الحنّاوي، جدّد الله عليه واسع الرحمة والمغفرة، والسيد أحمد شكر الله والأستاذين مصطفى البغدادي ورحال بن خيّة.....إلخ، سرعان ما تحرّكت آلة المسؤولين لاحتواءها وتوجيها حتى صارت أبواقا تتكلّم أو تتماهى مع توجهات المكتب المسير لدواليب الجماعة، وبالمحصّلة، أرهق التّضييق والحرمان من الدعم الموجه للنسيج الجمعوي كلّ الجمعيات الجادّة التي شكّلت في فترة معيّنة بديلا عن تخلي الجماعة عن دورها في تنشيط الحياة الثقافية والاجتماعية والرياضية بالأساس.