الجرعة الثالثة للقاح "كورونا".. ثابتة حمايتُها لهذه الفئات وهذه فوائدها وتطورها

تلقيح كبار السن - ياسين التومي
تيل كيل عربي

أعد الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، ورقة بحثية عن الجرعة الثالثة للقاح "كورونا" المستجد، أجاب فيها عن مجموعة من الأسئلة التي تشغل بال المغاربة.

وطرح الطبيب حمضي، في ورقته التي توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منها، مجموعة من الأسئلة، وهي: ما هي الفوائد المنتظرة؟ هل من الضروري أخد الجرعة الثالثة ولمن؟ هل على الجميع أخدها؟ هل ستكون هناك جرعة رابعة وخامسة؟ هل سيكون علينا أخد اللقاح بشكل دوري - كل سنة مثلا؟

وجاء في الورقة كما كتبها، ما يلي:

تلقيتُ أمس الأربعاء جُرعتِي الثالثة من اللقاح المضاد لكوفيد 19، وأريد اليوم أن أتحدث عن أهمية هده الجرعة بعد أن تحدثنا عن دواعيها من قبل.

دواعي الجرعة الثالثة باختصار شديد: المسنون وأصحاب الامراض المزمنة والسمنة، بسبب تأثر جهازهم المناعي مع السن والامراض المزمنة، لا يتجاوبن في العادة مع اللقاحات بنفس قوة الشباب، ظهور المتحورات ينتقص من فعالية اللقاحات، انتاج مضادات الاجسام عند بعض الملقحين يتناقص مع مرور الوقت ابتداء من الشهر السادس بعد التلقيح، الوفيات المسجلة بين الملقحين تلقيحا كاملا رغم ندرتها (أقل من 0.5% من وفيات كوفيد 19) تهم بالأساس المسنين ودوي الامراض المزمنة.

أولا حماية هده الفئات من الإصابة بالحالات الخطرة والوفيات
حماية المنظومة الصحية من ضغط الإصابات المحتملة لهده الفئات
التحكم أكثر في انتشار الفيروس بين هده الفئات وداخل المجتمع.

هل من الضروري أخد الجرعة الثالثة ولمن؟

هناك اجماع علمي على إعطاء فئة من المرضى الجرعة الثالثة باستعجال وبالضرورة وأربع أسابيع فقط ـ عوض ستة أشهر ـ بعد الجرعة الثانية لحمايتهم من مخاطر عالية جدا وهم المرضى الدين يعانون من مشاكل كبيرة في المناعة او يتناولون ادوية تضعف المناعة بشكل القوي كمن استفادوا من عملية زرع الأعضاء، المرضى الدين يخضعون لتصفية الكلي، الذين يعانون من بعض أنواع السرطانات الخاصة.

هناك اتفاق على إعطاء الجرعة الثالثة للمسنين من 65 سنة فما فوق، الامراض المزمنة والدين يعانون من السمنة مهما كان السن، وللمهنيين الصحيين والمهن التي تواجه خطر الفيروس بحكم العمل.

هل سيتم تعميمها على الجميع؟

لحد الساعة هناك نقاش علمي عالمي حول الجرعة الثالثة بالنسبة لغير الفئات المستهدفة حاليا دات عوامل الاختطار بحكم السن أو الامراض المزمنة او المهنة. الجرعة الثالثة اثبتت انها تضاعف منسوب انتاج مضادات الاجسام عند الدين تلقوا الجرعتين، ولكن السلطات الصحية في دول العالم ومنظمة الصحة العالمية في انتظار دراسات ميدانية تؤكد فائدة وضرورة هده الجرعة بالنسبة لكل من هم فوق 18 سنة او 40 او 50 سنة مثلا.

هناك اتجاه لدى بعض الخبراء الدين يعتقدون انه مع تطور الجائحة وربما ظهر طفرات ومتحورات جديدة سيكون من الضروري إعطاء جرعة ثالثة لجميع الملقحين، وبالتالي سيصبح النظام الأساسي للتلقيح ضد كوفيد 19 هو ثلاث جرعات وليس اثنتين. ولكن يجب انتظار الدراسات وتطور الجائحة. اليوم هناك الفئات دات الأولوية، والأمور تتطور مع الجائحة وتطور المعطيات العلمية.

وهل ستكون هناك جرعة رابعة وخامسة؟

التقييم العام لتطور الفيروس وتطور الجائحة وفعالية اللقاحات يفيد لدى العديد من الخبراء الدوليين ان نظام الثلاث جرعات كتلقيح أساسي في الغالب سيكون كافيا لحماية فائقة ضد المرض، وبالخصوص ضد الحالات الخطرة والوفيات.

هل سيكون علينا أخد اللقاح بشكل دوري - كل سنة مثلا -؟

يجب التفريق بين الجرعة الثالثة وجرعات التذكير. الجرعة الثانية او الثالثة هدفها هو إعطاء الحماية الازمة والكاملة، وادا اكتملت يسمى الانسان ملقحا بشكل كامل. في علم اللقاحات نعرف ان الملقحين مع مرور الوقت والسنوات تنقص مناعتهم ضد المرض، ويحتاجون أحيانا لحقنة تذكير لتحفيز المناعة من جديد، كل سنة او خمس او عشر او عشرين سنة ... حسب الفيروس وحسب مدة فعالية اللقاح.

بالنسبة لكوفيد 19 الخبراء يعتقدون أكثر فأكثر ان الفيروس قد يبقى معنا لبعض الوقت ويجب التعايش معه. وقد يكون من الضروري لبعض الفئات على الأقل أحد جرعات تذكير كل سنة او ثلاث او خمس سنوات، ربما فئات أخرى كالشباب والأطفال مثلا قد لا تحتاجها، الكل متوقف على تطور الجائحة الحالية وتطور الفيروس وتطور اللقاحات وعملية التلقيح والإجراءات الاحترازية.

لكن الأساس اليوم هو الخروج من هده الجائحة والعودة للحياة الطبيعية.